[2] حديث قضية ابنة حمزة حين اختصم فيها علي وجعفر وزيد، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسىٰ».

قلت: هذا الحديث بذكر المنزلة في قصّة ابنة حمزة منكرٌ لا يصحّ، وأصل الحديث في «صحيح البخاري»([1]) بلفظ: «أنت منّي وأنا منك». وليس: «يا علي أنت منّي بمنزلة هارون من موسىٰ».

نعم ثبت في «الصّحيحين» في غير موضع أن النّبي  قال ذلك لعلي ولكن في قصّة تخليف علي في المدينة في غزوة تبوك.

وقد ذكر الألباني رحمه الله طريقين لهذا السّياق الذي ذكره الشيعي :

فالطريق الأول: أخرجه ابن عساكر([2])، من طريق عبدالرحمن بن أبي بكر، عن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر، عن أبيه، بلفظ: «وأمّا أنت يا علي؛ فأنت منّي بمنزلة هارون من موسىٰ، إلا النّبوة».

قال الألباني: «منكرٌ بهذا السّياق.. وهذا إسنادٌ ضعيف جدّاً، آفته عبدالرّحمن بن أبي بكر وهو ابن أبي مليكة التّيمي المدني؛ ضعّفه جماعةٌ».قال أحمد، والبخاري: «منكر الحديث». وقال النّسائي: «متروك الحديث»([3]).

وفيه عبد الله بن شبيب، وهو واه، قال أبو أحمد الحاكم: «ذاهب الحديث»([4]).

الطريق الثاني: رواه القاسم بن يزيد الجرمي، عن إسرائيل، بلفظ: «أنت منّي بمنزلة هارون، وأنا منك».

ذكره النّسائي معلّقاً، وقال: «رواه القاسم بن يزيد الجرمي، عن إسرائيل به»([5]).

وخالفه جمعٌ عن إسرائيل، وهم يحيىٰ بن آدم، وحجّاجٌ، وأسد بن موسىٰ، وإسماعيل بن جعفر، بلفظ: «أنت منّي وأنا منك»، بدون ذكر «المنزلة»، وتفرد بها القاسم بن يزيد الجرمي عن إسرائيل.

وتابع إسرائيل زكريا بن أبي زائدة، عن أبي إسحاق، حدّثني هانئ بن هانئ وهبيرة بن يريم، عن علي، كما أخرجه البيهقي([6]).

قال الألباني رحمه الله: «والخلاصة إن المحفوظ في هذه القصّة إنما هو قوله : «أنت منّي وأنا منك»، وإن ذكر «المنزلة» فيه منكرٌ؛ لتفرّد الجرمي به دون سائر الثّقات من أصحاب إسرائيل، مع عدم معرفتنا لحال الإسناد إليه، ولتفرّد عبدالرّحمن بن أبي بكر به في حديث عبد الله بن جعفر»([7]).

 

([1])        رقم (4251).

([2])       «تاريخ دمشق» (42/170).

([3])       «ميزان الاعتدال» (4825).

([4])       «ميزان الاعتدال» (4376).

([5])       «خصائص علي» (ص87).

([6])       «السنن الكبرىٰ» (8/6).

([7])        «سلسلة الأحاديث الضّعيفة» (10/625)، وانظر: «إرواء الغليل» (7/246 ــ 249).