نقد مراجعة الشيعي عبدالحسين رقم [32]

إن الموارد التي ذكرها عبدالحسين لحديث المنزلة تأبىٰ أن تسلّم له ما ادّعاه، بل تنفر منه وتفرّ كما تنفر وتفرّ الضّباء من الأسد، وها هي دراسةٌ لهـٰذه الموارد من حيث القبول والرّدّ.

[1] حديث أمّ سليم: «يا أمّ سليم إن علياً لحمه من لحمي ودمه من دمي، وهو منّي بمنزلة هارون من موسىٰ».

قلت: هذا حديثٌ موضوع.

أخرجه العقيلي([1])، وابن عدي([2])، قالا: حدّثنا علي بن سعيد بن بشير الرّازي، قال: حدّثنا عبد الله بن داهر بن يحيىٰ الرّازي، حدّثني أبي، عن الأعمش، عن عباية الأسدي، عن ابن عبّاس، عن النّبي  أنه قال لأمّ سلمة: «يا أمّ سلمة!([3]) إن علياً لحمه من لحمي، ودمه من دمي، وهو منّي بمنزلة هارون من موسىٰ، إلّا أنه لا نبي بعدي».

في إسناده علّتان:

العلة الأولىٰ: فيه عبد الله بن داهر الرّازي؛ تقدم أنه رافضي ضعيف متّهمٌ بالوضع([4])؛ قال ابن معين: «ليس بشيء، ما يكتب عنه إنسانٌ فيه خيرٌ»([5])، وقال العقيلي: «رافضي خبيثٌ»([6]).

وقال ابن عدي: «عامّة ما يرويه في فضائل علي، وهو فيه متّهمٌ»([7]).

وقال ابن حبّان: «يخطئ كثيراً حتّىٰ خرج عن حدّ الاحتجاج به فيما لم يوافق الثّقات، والاعتبار بما وافق الثقات»([8]).

وقال ابن الجوزي: «لا يرويه إلّا داهرٌ([9])، ولا يتابع عليه، وكان ممّن يغلو في الرّفض»([10]).

وقال الذهبي ــ وذكر الحديث ــ: «قد أغنىٰ الله علياً عن أن تقرّر مناقبه بالأكاذيب والأباطيل»([11]).

العلة الثانية: فيه داهر بن يحيىٰ الرّازي، أبو عبد الله بن داهر؛ هو أيضاً كابنه رافضي ضعيف؛ قال فيه العقيلي: «كان ممن يغلو في الرّفض، ولا يتابع علىٰ حديثه»([12]).

وقال الذهبي: «رافضي بغيضٌ، لا يتابع علىٰ بلاياه» ثمّ ذكر الذهبي له هذا الحديث وآخر في التّشيع، ثمّ قال: «فهذا باطلٌ، ولم أر أحداً ذكر داهراً حتّىٰ ولا ابن أبي حاتم بلديه([13])

([14]).

وعقّب الحافظ في «اللسان» علىٰ قول الذهبي قائلاً: «وإنما لم يذكروه؛ لأن البلاء كله من ابنه عبدالله، وقد ذكروه واكتفوا به، وقد ذكره العقيلي كما مضىٰ»([15]).

وتقدّم قول ابن الجوزي: «لا يرويه إلّا داهرٌ، ولا يتابع عليه، وكان ممّن يغلو في الرّفض»([16]).

والحديث قال عنه العلّامة الألباني: «موضوع»([17]).

 

([1])        «الضّعفاء» (478).

([2])       «الكامل» (4/228 ــ 229).

([3])       كذا في «المصادر» المذكورة، وأمّا عند الشيعي : «أم سليم».

([4])       انظر: المراجعة (8)، حديث (9).

([5])       «العلل» للإمام أحمد (3859).

([6])       «الضّعفاء» (2/645).

([7])        «الكامل» (4/228).

([8])       كتاب «المجروحين» (2/502).

([9])       كذا في «العلل المتناهية»، ولعلّ الصّواب: «ابن داهر».

([10])     «العلل المتناهية» (332).

([11])      «ميزان الاعتدال» (4295).

([12])     «الضّعفاء» (478).

([13])     أي من بلده.

([14])     «ميزان الاعتدال» (2587).

([15])     «لسان الميزان» (3/390).

([16])     «العلل المتناهية» (332).

([17])     «السلسلة الضعيفة» (10/623).