[41] ﴿وَٱلَّذِي جَاءَ بِٱلصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ ٱلْمُتَّقُونَ﴾  [الزُّمَر: 33].

يريد عبدالحسين بأي حال أن تنزّل هـٰذه الآيات علىٰ الأئمة الاثني عشر، علماً بأنهم لم يكونوا مخلوقين وقت نزول تلك الآيات إلّا علياً؛ لذا نراه يتكلف كثيراً في هـٰذا الشّأن. فكيف يكون شهد لهم الله تعالىٰ بالصّدق، وهم لم يخلقوا بعد؟ فهل كان جلّ وعلا يقول للنّاس في ذاك الزّمان: «وقد صدّق الذين لم يولدوا بالصّدق»؟

وقد ذكر أهل العلم لهـٰذه الآية أكثر من معنًىٰ:

 

الذي جاء بالصّدقوصدّق بهالرّسول محمد هو أيضا محمد بمعنىٰ بلّغه جبريل محمد الرّسول محمد أبو بكر الصّدّيق الرّسول محمد المؤمنون الأنبياء أتباعهم الرّسول محمد عليكما ذكر ذٰلك البغوي، وابن الجوزي، والقرطبي والشّوكاني.

ثمّ قال الشّوكاني رحمه الله: «وقيل: إن ذٰلك عامٌّ في كل من دعا إلىٰ توحيد الله، وأرشد إلىٰ ما شرّعه لعباده. واختار هـٰذا ابن جرير الطّبري، وهو الذي أختاره من هـٰذه الأقوال»([1]).

قلت: وهو الصّحيح.

وأيضاً: مما يدلّ علىٰ أن عبدالحسين إنما يذكر ما جاء في خاطره أو ما ذكره علماؤهم من الآيات دونما نظر ولا تبصّر، مع إهمالهم اعتبار السّياق والسّباق، ولو قرأ ما بعدها من الآيات لاتّضح له المراد! قال ربّ العباد:

﴿لَهُمْ مَا يَشَاؤُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ ٱلْمُحْسِنِينَ لِيُكَفِّرَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ ٱلَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ٱلَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾  [الزُّمَر: 34-35].

فهل يقول الشيعة بعصمة علي وعدم إساءته قطّ، أو يقولون بإساءته؟

 

([1])        «فتح القدير» (4/531).