[40] ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ٱبْتِغَاءَ مَرْضَاةِ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ رَؤُوفٌ بِٱلْعِبَادِ﴾  [البَقَرَة: 207]، وقال: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ ٱشْتَرَى مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ ٱلْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي ٱلتَّوْرَاةِ وَٱلْإِنْجِيلِ وَٱلْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ ٱللَّهِ فَٱسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ ٱلَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ﴾  [التّوبَة: 111]. ﴿ٱلَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِٱللَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾  [البَقَرَة: 274].

القول الصّواب في تأويل هذه الآية:

قال ابن كثير رحمه الله: «قال ابن عبّاس وأنسٌ وابن المسيب وعكرمة وجماعةٌ: نزلت في صهيب بن سنان الرّومي، وذٰلك أنه لمّا أسلم بمكّة وأراد الهجرة؛ منعه النّاس أن يهاجر بماله، وإن أحبّ أن يتجرّد منه ويهاجر؛ فعل. فتخلّص منهم وأعطاهم ماله»([1]).

وقال البغوي رحمه الله: «قال أكثر المفسرين: نزلت في صهيب حين أخذه المشركون»([2]).

قلت: وأمّا الأكثرون؛ فعلىٰ أنها نزلت في كل مجاهد في سبيل الله، كما قال تعالىٰ: ﴿ إِنَّ ٱللَّهَ ٱشْتَرَى مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ ٱلْجَنَّةَ﴾ .

 

([1])        «تفسير القرآن العظيم» (1/564).

([2])       «معالم التنزيل» (1/238).