أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ ٱلْحَاجِّ
24-03-2023
[39] ﴿أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ ٱلْحَاجِّ وَعِمَارَةَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ لَا يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلظَّالِمِينَ﴾ [التّوبَة: 19].
القول الصّواب في تأويل هذه الآية:
قال الطّبري رحمه الله: «عن ابن عبّاس قال: وذلك إن المشركين قالوا: عمارة بيت الله، وقيامٌ علىٰ السّقاية؛ خيرٌ ممّن آمن وجاهد، وكانوا يفخرون بالحرم، ويستكبرون به من أجل أنهم أهله وعمّاره، فذكر الله استكبارهم وإعراضهم»([1]).
وفي «الصحيح»([2]) عن النّعمان بن بشير قال: كنت عند منبر رسول الله ؛ فقال رجلٌ: ما أبالي أن لا أعمل عملاً بعد الإسلام إلّا أن أسقي الحاجّ. وقال آخر: ما أبالىٰ أن لا أعمل عملاً بعد الإسلام إلّا أن أعمر المسجد الحرام. وقال آخر: الجهاد في سبيل الله أفضل ممّا قلتم. فزجرهم عمر وقال: لا ترفعوا أصواتكم عند منبر رسول الله وهو يوم الجمعة، ولكن إذا صلّيت الجمعة؛ دخلت فاستفتيته فيما اختلفتم فيه. فأنزل الله عز وجل: ﴿ أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ ٱلْحَاجِّ﴾ [التّوبَة: 19].
فهـٰذا هو سبب نزول هـٰذه الآية، فمن هم أولئك الذين يقول عبدالحسين: «فيهم وفيمن فاخرهم نزلت هـٰذه الآية»؟ هل هم: علي وحده، أو معه الحسن والحسين؟
إن الحسن والحسين كانا صغيرين إن كانا ولدا، فقد توفّي رسول الله وللحسن ستٌّ أو سبع سنوات، فليس داخلاً قطعاً في هذه الآية، ولا الحسين ولا ذرّية الحسين الذين لم يخلقوا ــ حينذاك ــ بعد.
فكيف جاز له أن يقول: «نزلت فيهم»؟ إلّا إن عنىٰ علياً وحده، فقد قال بعض أهل العلم ذٰلك، ولكن الأكثر علىٰ ما جاء في «صحيح مسلم».
فما شأن الآية وشأن الولاية؟
وإنما هي تؤيد قول من قال: إن الجهاد أفضل. سواءٌ قاله علي أو غيره.