فِي بُيُوتٍ أَذِنَ ٱللَّهُ
24-03-2023
[28، 29] ﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ ٱللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا ٱسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِٱلْغُدُوِّ وَٱلْآصَالِ رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ ٱللَّهِ وَإِقَامِ ٱلصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ ٱلزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ ٱلْقُلُوبُ وَٱلْأَبْصَارُ﴾ [النُّور: 36-37].
القول الصّواب في تأويل هذه الآيات:
قال الطّبري رحمه الله: «يقول تعالىٰ ذكره: لا يشغل هـٰؤلاء الرّجال ــ الذين يصلّون في هـٰذه المساجد التي أذن الله أن ترفع ــ عن ذكر الله فيها وإقام الصّلاة؛ تجارةٌ ولا بيعٌ»([1]).
وقال القرطبي رحمه الله: «قيل: هم المراقبون أمر الله، الطّالبون رضاءه، الذين لا يشغلهم عن الصّلاة وذكر الله شيءٌ من أمور الدّنيا. وقال كثيرٌ من الصّحابة: نزلت هـٰذه الآية في أهل الأسواق الذين إذا سمعوا النّداء بالصّلاة تركوا كل شغل وبادروا»([2]).
قلت: هـٰذا هو ظاهر الآيات؛ إنها عامّةٌ فيمن كان هـٰذا حاله، وتخصيصها بالأئمّة الاثني عشر؛ تحكّمٌ سافرٌ، وقولٌ علىٰ الله بغير علم، والصّحيح إنهم داخلون في معنىٰ الآية كبقية الصّالحين المتلبّسين بهـٰذه الصّفات الطّيبة، عدا الثّاني عشر، فالذي أعرفه إنه لم يخلق، وإن الحسن العسكري الذي يدعون أنه والد الثّاني عشر لم يرزق بولد.