[27] ﴿مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا ٱللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾  [الأحزاب: 23].

إن هـٰذه الآية مع سابقها ولاحقها تتعلّق بغزوة الأحزاب كما هو اسم السّورة، وتذكر أحوال المؤمنين والمنافقين في ذٰلك اليوم العصيب، فبعد أن ذكر الله جلّ وعلا أحوال المنافقين بقوله: ﴿قَدْ يَعْلَمُ ٱللَّهُ ٱلْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَٱلْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلَا يَأْتُونَ ٱلْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا﴾  [الأحزاب: 18] إلىٰ قوله: ﴿ وَلَوْ كَانُوا فِيكُمْ مَا قَاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا﴾  [الأحزَاب: 20]، ذكر بعد ذٰلك الصّورة المضيئة للمؤمنين،

فقال تعالىٰ: ﴿وَلَمَّا رَأَى ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا ٱللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا لِيَجْزِيَ ٱللَّهُ ٱلصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ ٱلْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا وَرَدَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى ٱللَّهُ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلْقِتَالَ وَكَانَ ٱللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا وَأَنْزَلَ ٱلَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَؤُوهَا وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا﴾  [الأحزَاب: 22-27].

فالسّياق والسّباق الخاصّ بهذه الآية واضحٌ بينٌ، فما معنى ذكر الحسن والحسين في هـٰذه الآية، وهما لم يولدا بعد في ذٰلك الوقت، فضلاً عن بقية التّسعة الذين بعدهم في ترتيب الإمامية؟!