[31] ﴿وَٱلسَّابِقُونَ ٱلسَّابِقُونَ أُولَئِكَ ٱلْمُقَرَّبُونَ﴾  [الواقِعَة: 10-11].

القول الصّواب في تأويل هذه الآية:

قال ابن كثير رحمه الله: «قيل: هم الأنبياء. وقيل: هم أهل علّيين. وقيل: يوشع بن نون إلىٰ موسىٰ، ومؤمن آل ياسين إلىٰ عيسىٰ، وعلي إلىٰ محمد. وقيل: الذين صلّوا إلىٰ القبلتين. وقيل: من كل أمّة. وقيل: أوّلهم رواحاً إلىٰ المسجد، وأوّلهم خروجاً في سبيل الله».

ثمّ قال رحمه الله: «وهـٰذه الأقوال كلها صحيحةٌ؛ فإن المراد بالسّابقين هم المبادرون إلىٰ فعل الخيرات كما أمروا، كما قال تعالىٰ: ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ﴾  [آل عمران: 133]، وقال: ﴿ سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ﴾  [الحَديد: 21]، فمن سابق إلىٰ هـٰذه الدنيا وسبق إلىٰ الخير؛ كان في الآخرة من السّابقين إلىٰ الكرامة، فإن الجزاء من جنس العمل، وكما تدين تدان، ولهـٰذا قال تعالىٰ: ﴿أُولَئِكَ ٱلْمُقَرَّبُونَ فِي جَنَّاتِ ٱلنَّعِيمِ﴾  [الواقعة: 11-12]»([1]).

وقال الزّمخشري: «السّابقون المخلصون الذين سبقوا إلىٰ ما دعاهم الله إليه، وشقّوا الغبار في طلب مرضاة الله عز وجل»([2]).

وقال ابن الجوزي رحمه الله: «فيهم خمسة أقوال: أحدها: السّابقون إلىٰ الإيمان من كل أمّة، والثاني: الذين صلّوا إلىٰ القبلتين، والثالث: أهل القرآن، والرابع: الأنبياء، والخامس: السّابقون إلىٰ المساجد وإلىٰ الخروج في سبيل الله»([3]).

 

([1])        «تفسير القرآن العظيم» (7/516).

([2])       «الكشاف» (4/457).

([3])       «زاد المسير» (4/220).