فَٱسْأَلُوا أَهْلَ ٱلذِّكْرِ
23-03-2023
[9] ﴿ فَٱسْأَلُوا أَهْلَ ٱلذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ [النّحل: 43].
القول الصّواب في تأويل هذه الآية:
قال الطّبري: «يقول لمشركي قريش: وإن كنتم لا تعلمون إن الذين كنّا نرسل إلىٰ من قبلكم من الأمم رجالٌ من بني آدم مثل محمد، وقلتم: هم ملائكةٌ..؛ فاسألوا أهل الذّكر، وهم الذين قد قرأوا الكتب من قبلهم التّوراة والإنجيل»([1]). ثمّ ذكر الطّبراني روايات كثيرةً عن مفسري الصّحابة والتّابعين تدلّ علىٰ هـٰذا المعنىٰ، ثمّ قال: «وقال آخرون.. عن أبي جعفر([2]): نحن أهل الذّكر»([3]).
وقال القرطبي: «قال ابن عبّاس: أهل الذّكر أهل القرآن. وقيل: أهل العلم، والمعنىٰ متقاربٌ»([4]).
وقال البغوي: «يعني مؤمني أهل الكتاب»([5]).
وقال ابن كثير رحمه الله: «أي: اسألوا أهل العلم من الأمم كاليهود والنّصارىٰ وسائر الطّوائف: هل كان الرّسل الذين أتوهم بشراً أو ملائكةً؟ وذٰلك من تمام نعمة الله علىٰ خلقه؛ إذ بعث فيهم رسلاً منهم يتمكّنون من تناول البلاغ منهم والأخذ عنهم»([6]).