[9] ﴿ فَٱسْأَلُوا أَهْلَ ٱلذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾  [النّحل: 43].

القول الصّواب في تأويل هذه الآية:

قال الطّبري: «يقول لمشركي قريش: وإن كنتم لا تعلمون إن الذين كنّا نرسل إلىٰ من قبلكم من الأمم رجالٌ من بني آدم مثل محمد، وقلتم: هم ملائكةٌ..؛ فاسألوا أهل الذّكر، وهم الذين قد قرأوا الكتب من قبلهم التّوراة والإنجيل»([1]). ثمّ ذكر الطّبراني روايات كثيرةً عن مفسري الصّحابة والتّابعين تدلّ علىٰ هـٰذا المعنىٰ، ثمّ قال: «وقال آخرون.. عن أبي جعفر([2]): نحن أهل الذّكر»([3]).

وقال القرطبي: «قال ابن عبّاس: أهل الذّكر أهل القرآن. وقيل: أهل العلم، والمعنىٰ متقاربٌ»([4]).

وقال البغوي: «يعني مؤمني أهل الكتاب»([5]).

وقال ابن كثير رحمه الله: «أي: اسألوا أهل العلم من الأمم كاليهود والنّصارىٰ وسائر الطّوائف: هل كان الرّسل الذين أتوهم بشراً أو ملائكةً؟ وذٰلك من تمام نعمة الله علىٰ خلقه؛ إذ بعث فيهم رسلاً منهم يتمكّنون من تناول البلاغ منهم والأخذ عنهم»([6]).

 

([1])        «جامع البيان» (14/226).

([2])       أي الباقر.

([3])       «جامع البيان» (14/228).

([4])       «الجامع لأحكام القرآن» (10/108).

([5])       «معالم التنزيل» (5/21).

([6])       «تفسير القرآن العظيم» (5/334).