[8] ﴿ يَاأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا ٱللَّهَ وَأَطِيعُوا ٱلرَّسُولَ وَأُولِي ٱلْأَمْرِ مِنْكُمْ﴾  [النِّسَاء: 59].

القول الصّواب في تأويل هذه الآية:

قال ابن كثير رحمه الله: «عن ابن عبّاس قال: نزلت في عبد الله بن حذافة؛ إذ بعثه رسول الله  في سرية. وهـٰكذا أخرجه الجماعة إلّا ابن ماجه. وعن علي قال: «بعث رسول الله  سريةً، واستعمل عليهم رجلاً من الأنصار، فلمّا خرجوا وجد([1]) عليهم في شيء. قال: أليس قد أمركم رسول الله  أن تطيعوني([2])»([3]).

وقال القرطبي: «﴿ وَأُولِي ٱلْأَمْرِ﴾ : أهل القرآن والعلم.. قال الضّحّاك: يعني الفقهاء والعلماء في الدّين.. وحكي عن مجاهد أصحاب محمد  خاصّةً. وحكي عن عكرمة أنها إشارةٌ إلىٰ أبي بكر وعمر.. وقال ابن كيسان: هم أهل العقل والرّأي».

ثمّ قال رحمه الله: «وأصحّ هـٰذه الأقوال: الأول والثّاني». ثمّ استدلّ ابن كثير لهما، وردّ باقي الأقوال، ثمّ قال: «وزعم قومٌ أن المراد بأولي الأمر علي والأئمّة المعصومون، ولو كان كذٰلك؛ ما كان لقوله: ﴿ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ﴾ معنًىٰ، بل كان يقول: (فردّوه إلىٰ الإمام وأولي الأمر).. وهـٰذا قولٌ مهجورٌ مخالفٌ لما عليه الجمهور»([4]).

 

([1])        أي: غضب.

([2])       يعني: أمرهم بالدخول في النّار.

([3])       «تفسير القرآن العظيم» (2/342).

([4])       «الجامع لأحكام القرآن» (5/259 ــ 261).