[6، 7] ﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَٱتَّبِعُوهُ﴾  [الأنعَام: 153].

إن عبدالحسين يعلم علم اليقين أن لفظ «هـٰذا» اسم إشارة لما سبق ذكره قريباً، أو لشيء مذكور الآن. وكان ربّنا ــ جلّ في علاه ــ أمر نبيه أن يتلو علىٰ النّاس ما حرّم عليهم: ﴿ قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ﴾  [الأنعَام: 151]، حتىٰ قال: ﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَٱتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ﴾  [الأنعَام: 153] ؛ فكيف جاز له أن يدخل أهل البيت في هـٰذه الآية؟

وها هو القول الصّواب في تأويل هذه الآية:

قال البغوي رحمه الله: «أي هـٰذا الذي وصّيتكم به في هاتين الآيتين»([1]). وقال الطّبري رحمه الله: «هـٰذا الذي وصّاكم به ربّكم أيها النّاس في هاتين الآيتين.. هو صراطه، يعني طريقه ودينه الذي ارتضاه لعباده»([2]).

قلت: وعن ابن مسعود رضي الله عنه، أنه قال: خطّ لنا رسول الله  خطّاً، ثمّ قال: «هـٰذا سبيل الله». ثمّ خطّ خطوطاً عن يمينه وعن شماله ثمّ قال: «هـٰذه سبلٌ متفرّقةٌ، علىٰ كل سبيل منها شيطانٌ يدعو إليه». ثمّ قرأ: ﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَٱتَّبِعُوهُ﴾ الآية([3]).

وقال الشّوكاني رحمه الله: «والصّراط: الطّريق، وهو طريق دين الإسلام.. والمستقيم: المستوي الذي لا اعوجاج فيه. ثمّ أمرهم باتّباعه، ونهاهم عن اتّباع سائر السّبل، أي: الأديان المتباينة طرقها»([4]).

 

([1])        «معالم التنزيل» (3/204).

([2])       «جامع البيان» (9/669).

([3])       «مسند أحمد» (2142)، بإسناد حسن.

([4])       «فتح القدير» (2/203).