[4] ﴿ وَٱعْتَصِمُوا بِحَبْلِ ٱللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾  [آل عمران: 103].

القول الصّواب في تأويل هذه الآية:

قال السّمعاني: «قال ابن عبّاس: حبل الله هو العهد. وقال قتادة والسّدّي: حبل الله: القرآن»([1]).

وذكر القرطبي([2]) أن حبل الله يمكن أن يكون القرآن أو الجماعة أو العهد، ثمّ قال: «والمعنىٰ كله متقاربٌ متداخلٌ؛ فإن الله تعالىٰ يأمر بالألفة، وينهىٰ عن الفرقة، فإن الفرقة هلكةٌ، والجماعة نجاةٌ، ورحم الله ابن المبارك حيث قال:

إن الجماعة حبل الله فاعتصمــوا

                                    منــه بعروتــه الوثقــىٰ لمــن دانا

وقال الشّوكاني: «الحبل لفظٌ مشتركٌ، وأصله في اللّغة: السّبب الذي يتوصّل به إلىٰ البغية، وهو إمّا تمثيلٌ أو استعارةٌ. أمرهم سبحانه بأن يجتمعوا علىٰ التّمسّك بدين الإسلام أو بالقرآن»([3]).

 

([1])        «تفسير السمعاني» (1/345).

([2])       «الجامع لأحكام القرآن» (4/159).

([3])       «فتح القدير» (1/421).