آية المباهلة
23-03-2023
[3] آية المباهلة: ﴿فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ ٱلْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ ٱللَّهِ عَلَى ٱلْكَاذِبِينَ﴾ [آل عمران: 61].
وجه استدلالهم: أن النّبي خصّ هؤلاء الأربعة دون غيرهم بالمباهلة، فدلّ علىٰ تميزهم، فقوله تعالىٰ: ﴿وَأَبْنَائِنَا﴾ هم الحسن والحسين، وقوله: ﴿وَنِسَاءَنَا﴾ هي فاطمة، وقوله: ﴿وَأَنْفُسَنَا﴾ هو علي. فإذا كان علي كنفس النّبي ؛ إذاً لا يقدّم عليه غيره في الخلافة!
ويمكن إجمال مناقشتنا لاستدلاله بهـٰذه الآية في نقاط:
ــ قوله: ﴿وَأَبْنَائِنَا﴾ ، فالمراد بهم الحسن والحسين. وقيل: علي؛ لأنه بمنزلة الابن بالنسبة لرسول الله ، حيث تربّىٰ في بيته وتزوّج ابنته.
ــ قوله: ﴿وَنِسَاءَنَا﴾ ، فالمراد بها فاطمة.
ــ قوله: ﴿وَأَنْفُسَنَا﴾ ، فالمراد النّبي ؛ لأن الرّجل يمكن أن ينادي نفسه ويخاطبها، ويدلّ علىٰ ذٰلك أمورٌ:
- لا أحد يساوي رسول الله ، لا علياً ولا غيره.
- إذا كان المقصود أن النّبي لا بدّ أن يأتي بواحد كنفسه؛ فهل هـٰذا الأمر كذٰلك مع من يباهله؟!
- قوله تعالىٰ: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِٱلْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ﴾ [التّوبَة: 128]، فهل قريش كلهم كنفس النبي ﷺ؟
- إن قدّرنا أن يقول الشيعي متسائلاً: لم قدّم النّبي علياً، وفاطمة، والحسن والحسين؟ فأقول مجيباً في خمس نقاط:
أولاً: لم يكن أحدٌ أقرب نسباً إلىٰ النّبي منهم.
ثانياً: المباهلة إنما تحصل بالأقربين؛ لأن النّفوس تحنو عادةً علىٰ أقاربها طبعاً، وتجنّبها المهالك.
ثالثاً: آية المباهلة كانت سنة (10 هـ) مع وفد نجران النّصراني، وكان كل أولاد النّبي قد توفّوا: رقية توفّيت سنة (2 هـ)، زينب توفّيت سنة (8 هـ)، أمّ كلثوم توفّيت سنة (9 هـ)، أمّا إبراهيم والقاسم وعبد الله؛ فماتوا صغاراً قبل هـٰذه الحادثة بكثير.
رابعاً: لا شكّ أن ذكرهم في المباهلة فيه نوع فضيلة لهم، وهذا لا ينكره أهل السنة، ولذا يذكرون هذه الحادثة في فضائلهم.
خامساً: لم يوجد أحدٌ من أقارب النّبي في ذٰلك الوقت من له مكانةٌ في الدّين مثل علي أمّا عمّه العبّاس؛ فكان موجوداً، ولكنه لا يقارن بعلي؛ لأنه ليس من السّابقين. وأمّا بنو عمّه؛ فليس فيهم مثل علي إلّا جعفر الطّيار، وكان قد استشهد في مؤتة.