مراجعة الشيعي عبدالحسين رقم [12]

22 ذي القعدة سنة 1329 هـ

إنكم ــ بحمد الله ــ ممن وسعوا الكتاب علماً، وأحاطوا بجليه وخفيه خبراً، فهل نزل من آياته الباهرة، في أحد ما نزل في العترة الطاهرة؟

  1. هل حكمت محكماته بذهاب الرجس عن غيرهم؟ وهل لأحد من العالمين كآية تطهيرهم؟
  2. هل حكم بافتراض المودة لغيرهم محكم التنزيل؟
  3. وهل هبط بآية المباهلة بسواهم جبرائيل؟

هل أتىٰ هل أتىٰ بمدح سواهم     

                                                لا ومولىٰ بذكرهم حلاها

  1. أليسوا حبل الله الذي قال: ﴿ وَٱعْتَصِمُوا بِحَبْلِ ٱللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾ [آل عمران: 103].
  2. والصادقين الذين قال: ﴿ وَكُونُوا مَعَ ٱلصَّادِقِينَ﴾ [التّوبَة: 119].
  3. وصراط الله الذي قال: ﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَٱتَّبِعُوهُ﴾ [الأنعَام: 153].
  4. وسبيله الذي قال: ﴿ وَلَا تَتَّبِعُوا ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ﴾ [الأنعَام: 153].
  5. وأولي الأمر الذين قال: ﴿ يَاأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا ٱللَّهَ وَأَطِيعُوا ٱلرَّسُولَ وَأُولِي ٱلْأَمْرِ مِنْكُمْ﴾ [النِّسَاء: 59].
  6. وأهل الذكر الذين قال: ﴿ فَٱسْأَلُوا أَهْلَ ٱلذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ [النّحل: 43].
  7. والمؤمنين الذين قال: ﴿ وَمَنْ يُشَاقِقِ ٱلرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ ٱلْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ ٱلْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ﴾ [النِّسَاء: 115].
  8. والهداة الذين قال: ﴿ إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ﴾ [الرّعد: 7].
  9. أليسوا من الذين أنعم الله عليهم، وأشار في السبع المثاني والقرآن العظيم إليهم، فقال: ﴿ٱهْدِنَا ٱلصِّرَاطَ ٱلْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ ٱلَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ ٱلْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا ٱلضَّالِّينَ﴾ [الفَاتِحَة: 6-7].
  10. وقال: ﴿ وَمَنْ يُطِعِ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ ٱلَّذِينَ أَنْعَمَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ ٱلنَّبِيِّينَ وَٱلصِّدِّيقِينَ وَٱلشُّهَدَاءِ وَٱلصَّالِحِينَ﴾ [النِّسَاء: 69].
  11. ألم يجعل لهم الولاية العامة؟ ألم يقصرها بعد الرسول عليهم؟ فاقرأ: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ وَٱلَّذِينَ آمَنُوا ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ ٱلزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ وَمَنْ يَتَوَلَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَٱلَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلْغَالِبُونَ﴾ [المَائدة: 55-56].
  12. ألم يجعل المغفرة لمن تاب وآمن وعمل صالحاً مشروطة بالاهتداء إلىٰ ولايتهم إذ يقول: ﴿وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ ٱهْتَدَى﴾ [طٰه: 82].
  13. ألم تكن ولايتهم من الأمانة التي قال الله تعالىٰ: ﴿إِنَّا عَرَضْنَا ٱلْأَمَانَةَ عَلَى ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلْأَرْضِ وَٱلْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا ٱلْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا﴾ [الأحزاب: 72].
  14. ألم تكن من السلم الذي أمر الله بالدخول فيه فقال: ﴿ يَاأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوا ٱدْخُلُوا فِي ٱلسِّلْمِ كَٱفَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ ٱلشَّيْطَانِ﴾ [البَقَرَة: 208].
  15. أليست هي النعيم الذي قال الله تعالىٰ: ﴿ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ ٱلنَّعِيمِ﴾ [التّكاثُر: 8].
  16. ألم يؤمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بتبليغها؟ ألم يضيق عليه في ذٰلك بما يشبه التهديد من الله عز وجل حيث يقول: ﴿يَاأَيُّهَا ٱلرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَٱللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ ٱلنَّاسِ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلْكَافِرِينَ﴾ [المَائدة: 67].
  17. ألم يصدع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بتبليغها عن الله يوم الغدير حيث هضب خطابه، وعب عبابه فأنزل الله يومئذ: ﴿ ٱلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلْإِسْلَامَ دِينًا﴾ [المَائدة: 3].
  18. ألم تر كيف فعل ربّك يومئذ بمن جحد ولايتهم علانية، وصادر بها رسول الله جهرة فقال: ﴿وَإِذْ قَالُوا ٱللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ ٱلْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ ٱلسَّمَاءِ أَوِ ٱئْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ [الأنفَال: 32]، فرماه الله بحجر من سجّيل كما فعل من قبل بأصحاب الفيل، وأنزل في تلك الحال: ﴿سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ لِلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ﴾ [المعَارج: 1-2].
  19. وسيسأل الناس عن ولايتهم يوم يبعثون كما جاء في تفسير قوله تعالىٰ: ﴿وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ﴾ [الصَّافات: 24].
  20. ولا غرو فإن ولايتهم لممّا بعث الله به الأنبياء وأقام عليه الحجج والأوصياء كما جاء في تفسير قوله تعالىٰ: ﴿ وَٱسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا﴾ [الزّخرُف: 45].

23/م. بل هي مما أخذ الله به العهد من عهد ﴿ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ﴾  [الأعرَاف: 172] كما جاء في تفسير قوله تعالىٰ: ﴿ وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى﴾  [الأعرَاف: 172].

  1. وتلقىٰ آدم من ربه كلمات التوسل بهم فتاب عليه وما كان الله ليعذبهم وهم أمان الأرض ووسيلتهم إليه، فهم الناس المحسودون الذين قال الله فيهم: ﴿ أَمْ يَحْسُدُونَ ٱلنَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ ٱللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ﴾ [النِّسَاء: 54].
  2. وهم الراسخون في العلم الذين قال: ﴿ وَٱلرَّاسِخُونَ فِي ٱلْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ﴾ [آل عمران: 7].
  3. وهم رجال الأعراف الذين قال: ﴿ وَعَلى ٱلْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ﴾ [الأعرَاف: 46].
  4. ورجال الصدق الذين قال: ﴿مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا ٱللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾ [الأحزاب: 23].
  5. ورجال التسبيح الذين قال الله تعالىٰ: ﴿ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِٱلْغُدُوِّ وَٱلْآصَالِ رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ ٱللَّهِ وَإِقَامِ ٱلصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ ٱلزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ ٱلْقُلُوبُ وَٱلْأَبْصَارُ﴾ [النُّور: 36-37].
  6. وبيوتهم هي التي ذكرها الله عز وجل فقال: ﴿ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ ٱللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا ٱسْمُهُ﴾ [النُّور: 36].
  7. وقد جعل الله مشكاتهم في آية النور مثلا لنوره: ﴿ وَلَهُ ٱلْمَثَلُ ٱلْأَعْلَى فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلْأَرْضِ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ﴾ [الرُّوم: 27].
  8. وهم: ﴿وَٱلسَّابِقُونَ ٱلسَّابِقُونَ أُولَئِكَ ٱلْمُقَرَّبُونَ﴾ [الواقِعَة: 10-11].
  9. وهم الصديقون والشهداء والصالحون وفيهم وفي أوليائهم قال الله تعالىٰ: ﴿وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِٱلْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ﴾ [الأعرَاف: 181].
  10. وقال في حزبهم وحزب أعدائهم: ﴿لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ ٱلنَّارِ وَأَصْحَابُ ٱلْجَنَّةِ أَصْحَابُ ٱلْجَنَّةِ هُمُ ٱلْفَائِزُونَ﴾ [الحَشر: 20].
  11. وقال في الحزبين أيضا: ﴿أَمْ نَجْعَلُ ٱلَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا ٱلصَّالِحَاتِ كَٱلْمُفْسِدِينَ فِي ٱلْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ ٱلْمُتَّقِينَ كَٱلْفُجَّارِ﴾ [صٓ: 28].
  12. وقال فيهما أيضا: ﴿أَمْ حَسِبَ ٱلَّذِينَ ٱجْتَرَحُوا ٱلسَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَٱلَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا ٱلصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ﴾ [الجَاثيَة: 21].
  13. وقال فيهم وفي شيعتهم: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا ٱلصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ ٱلْبَرِيَّةِ﴾ [البَيّنَة: 7]
  14. وقال فيهم وفي خصومهم: ﴿هَذَانِ خَصْمَانِ ٱخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَٱلَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ ٱلْحَمِيمُ﴾ [الحَجّ: 19].
  15. وفيهم وفي عدوهم نزل: ﴿أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ أَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا ٱلصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ ٱلْمَأْوَى نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [السَّجدَة: 18-19].
  16. وفيهم وفيمن فاخرهم بسقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام أنزل الله تعالىٰ: ﴿أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ ٱلْحَاجِّ وَعِمَارَةَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ لَا يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلظَّالِمِينَ﴾ [التّوبَة: 19].
  17. وفي جميل بلائهم وجلال عنائهم قال الله تعالىٰ: ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ٱبْتِغَاءَ مَرْضَاةِ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ رَؤُوفٌ بِٱلْعِبَادِ﴾ [البَقَرَة: 207].

40/م. وقال: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ ٱشْتَرَى مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ ٱلْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي ٱلتَّوْرَاةِ وَٱلْإِنْجِيلِ وَٱلْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ ٱللَّهِ فَٱسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ ٱلَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ﴾  [التّوبَة: 111]. ﴿ٱلَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِٱللَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾  [البَقَرَة: 274].

  1. وقد صدقوا بالصدق فشهد لهم الحق تبارك اسمه فقال: ﴿وَٱلَّذِي جَاءَ بِٱلصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ ٱلْمُتَّقُونَ﴾ [الزمر: 33].
  2. فهم رهط رسول الله المخلصون وعشيرته الأقربون الذين اختصهم الله بجميل رعايته وجليل عنايته فقال: ﴿وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ ٱلْأَقْرَبِينَ﴾ [الشُّعَرَاء: 214].
  3. وهو أولوا الأرحام: ﴿ وَأُولُو ٱلْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ ٱللَّهِ﴾ [الأنفال: 75].
  4. وهم المرتقون يوم القيامة إلىٰ درجته الملحقون به في دار جنات النعيم بدليل قوله تعالىٰ: ﴿ وَٱلَّذِينَ آمَنُوا وَٱتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ﴾ [الطُّور: 21].
  5. وهم ذوو الحق الذي صدع القرآن بآياته: ﴿ وَآتِ ذَا ٱلْقُرْبَى حَقَّهُ﴾ [الإسرَاء: 26].

46 ــ وذوو الخمس الذي لا تبرأ الذمة إلا بأدائه: ﴿ وَٱعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي ٱلْقُرْبَى﴾  [الأنفَال: 41]. وأولوا الفيء: ﴿ مَا أَفَاءَ ٱللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ ٱلْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي ٱلْقُرْبَى﴾  [الحَشر: 7].

  1. وهم أهل البيت المخاطبون بقوله تعالىٰ: ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ ٱلرِّجْسَ أَهْلَ ٱلْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾ [الأحزاب: 33].
  2. وآل ياسين الذين حياهم الله في الذكر الحكيم فقال: ﴿سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ﴾ [الصَّافات: 130].
  3. وآل محمد الذين فرض الله علىٰ عباده الصلاة والسلام عليهم فقال: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِيِّ يَاأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب: 56]. فقالوا: يا رسول الله أما السلام عليك فقد عرفناه؛ فكيف الصلاة عليك؟ قال: «قولوا: اللهم صلّ علىٰ محمد وعلىٰ آل محمد..» الحديث، فعلم بذٰلك أن الصلاة عليهم جزء من الصلاة المأمور بها في هـٰذه الآية، ولذا عدّها العلماء من الآيات النازلة فيهم، حتىٰ عدّها ابن حجر في الباب 11 من صواعقه في آياتهم ؟م فــ﴿ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ﴾ [الرّعد: 29]. ﴿جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ ٱلْأَبْوَابُ﴾  [صٓ: 50].

من يباريهم وفي الشمس معنىٰ            مجهد متعب لمن باراها

50 ــ فهم المصطفون من عباد الله، السابقون بالخيرات بإذن الله، الوارثون كتاب الله الذين قال الله فيهم: ﴿ ثُمَّ أَوْرَثْنَا ٱلْكِتَابَ ٱلَّذِينَ ٱصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ﴾  [فَاطِر: 32]، وهو الذي لا يعرف الأئمة، ﴿ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ﴾ وهو الموالي للأئمة، ﴿ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِٱلْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ ٱللَّهِ﴾ وهو الإمام، ﴿ ذَلِكَ هُوَ ٱلْفَضْلُ ٱلْكَبِيرُ﴾  [فَاطِر: 32].

وفي هـٰذا القدر من آيات فضلهم كفاية، وقد قال ابن عباس: نزل في علي وحده ثلاثمئة آية، وقال غيره نزل فيهم ربع القرآن، ولا غرو فإنهم وإياه الشقيقان لا يفترقان، فاكتف الآن بما تلوناه من آيات محكمات هنّ أم الكتاب، خذها في سراح ورواح، ينفجر منها عمود الصباح، خذها رهواً سهواً، وعفواً صفواً، خذها من خبير عليه سقطت، ولا ينبئك مثل خبير، والسلام.