المراجعة المنسوبة لشيخ الأزهر سليم البشري رقم [11]

20 ذي القعدة سنة 1329 هـ

تشرفت بكتابك الجليل، سديد المناهج متسنىٰ التحصيل، ملأت الدلو به إلىٰ عقد الكرب، وتحدرت فيه تحدر السيل من رؤوس الجبال، قلبت فيه طرفي، وتأملته ملياً فرأيتك المستمر، ثبتاً في الغدر، شديد العارضة غرب اللسان.

وحين أغرقت في البحث عن حجّتك، وأمعنت في التنقيب عن أدلتك، رأيتني في أمر مريج، أنظر في حججك فأراها ملزمة، وفي بيناتك فأجدها مسلمة، وأنظر في أئمة العترة الطاهرة فإذا هي بمكانة من الله ورسوله، يخفض لها جناح الذل هيبة وإجلالاً، ثم أنظر إلىٰ جمهور أهل القبلة والسواد الأعظم من ممثلي هـٰذه الملة، فإذا هم مع أهل البيت علىٰ خلاف ما توجبه ظواهر تلك الأدلة، فأنا أؤامر مني نفسين: نفساً تنزع إلىٰ متابعة الأدلة، وأخرىٰ تفزع إلىٰ الأكثرية من أهل القبلة، قد بذلت لك الأولىٰ قيادها، فلا تنبو في يديك، ونبت عنك الأخرىٰ بعنادها، فاستعصت عليك.

فهل لك أن تستظهر عليها بحجج من الكتاب القاطعة، تقطع عليها وجهتها، وتحول بينها وبين الرأي العام، ولك السلام.