حديث: «يا أيها الناس، من أبغضنا أهل البيت؛ حشره الله يوم القيامة يهودياً»
23-03-2023
[16] حديث: «يا أيها الناس، من أبغضنا أهل البيت؛ حشره الله يوم القيامة يهودياً».
هذا الحديث ذكره الشيعي في الحاشية دون إسناد، وقال: «أخرجه الطّبراني في «الأوسط» كما في «إحياء» السيوطي و«أربعين» النبهاني وغيرهما».
قلت: هذا حديثٌ موضوع.
أخرجه الطّبراني([1])، قال: حدّثنا علي بن سعيد الرّازي، قال: أخبرنا حرب بن حسن الطّحّان، قال: أخبرنا حنان بن سدير الصّيرفي، قال: أخبرنا سديفٌ المكّي، قال: أخبرنا محمد بن علي بن الحسين ــ وما رأيت محمدياً قطّ يعدله ــ، قال: أخبرنا جابر بن عبد الله الأنصاري قال: خطبنا رسول الله ، فسمعته وهو يقول: «أيها النّاس! من أبغضنا أهل البيت حشره الله يوم القيامة يهوديا» فقلت: يا رسول الله! وإن صام وصلّىٰ؟ قال : «وإن صام وصلّىٰ، وزعم أنه مسلمٌ. أيها النّاس! احتجر بذلك من سفك دمه، وأن يؤدّي الجزية عن يد وهم صاغرون، مثّل لي أمّتي في الطّين، فمرّ بي أصحاب الرّايات، فاستغفرت لعلي وشيعته».
قال الطّبراني عقبه ــ مشيراً إلىٰ ضعف الحديث وإعلاله بالتّفرّد ــ: «لم يرو هذا الحديث عن جابر إلّا أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين، ولا عن أبي جعفر إلّا سديفٌ، ولا عن سديف، إلّا حنان بن سدير».
وأورده ابن حجر الهيتمي، وقال ــ بعد أن ذكر حديثاً موضوعاً ــ: «وهكذا خبر: «من أبغضنا أهل البيت حشره الله يوم القيامة يهودياً، وإن شهد أن لا إله إلا الله» فهو موضوع أيضاً كما قاله ابن الجوزي والعقيلي وغير هذين مما مرّ، وما يأتي مغن عنهما»([2]).
قلت: وقد كتم عبدالحسين كعادته حكم الهيتمي علىٰ الحديث بالوضع؟!
فيه حنان بن سدير، ذكره ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل»([3])، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً. وقال الدّارقطني: «هو من شيوخ الشيعة»([4]).
وذكره ابن حبّان في «الثقات»([5])، وهو متساهلٌ في التوثيق.
وذكره النّجاشي وقال: «له كتابٌ في صفة الجنّة والنار.. وعمّر حنان عمراً طويلاً»([6]).
وفيه أيضاً سديف بن ميمون المكي([7])، قال العقًيلي وساق له هذا الحديث: «من الغلاة في الرفض»([8]).
وفيه حرب بن حسن الطّحّان، قال عنه أبو حاتم الرازي»شيخٌ»([9]). وذكره ابن حبّان في الثقات، وقال: «روىٰ عنه أهل العراق»([10]).
وقال الأزدي: «ليس حديثه بذاك»([11]).
وقال النجاشي: «كوفي قريب الأمر في الحديث، له كتابٌ، عامّي الرواية»([12]).
وفيه علي بن سعيد الرّازي؛ وقد قال الدارقطني: «ليس بذاك»([13]). وقال ابنٌ يونس: «كان يفهم ويحفظ»([14]). قال الذهبي: «حافظٌ رحّالٌ جوّالٌ»([15]).
([2]) «الصواعق المحرقة» (2/504).
([4]) «المؤتلف والمختلف» (1/430).
([7]) تصحف اسمه عند العلامة الألباني فقال: «وأما شريف المكي؛ فلم أجد له ذكراً فيما لدي من المصادر، ومن المحتمل أنه الذي في «رجال النجاشي» 148: «شريف بن سابق التفليسي أبو محمد، أصله كوفي، انتقل إلىٰ تفليس صاحب الفضل بن أبي فروة، له كتابٌ يرويه جماعةٌ». انظر: «السلسلة الضعيفة».
([9]) في «الجرح والتعديل» (3/252).
([11]) «ميزان الاعتدال» للذهبي (1768).
([13]) «المغني في الضعفاء» للذهبي (4269).