حديث الحسن
23-03-2023
[15] حديث الحسن: «لا يبغضنا أحدٌ ولا يحسدنا أحدٌ إلّا ذيد يوم القيامة عن الحوض بسياط من نار».
ذكره الشيعي في الحاشية دون إسناد، قال: «وأخرج الطّبراني كما في «أربعين» النبهاني و«إحياء» السيوطي عن الإمام الحسن السبط، قال لمعاوية بن خديج: إياك وبغضنا أهل البيت، فإن رسول الله قال..»، به.
أخرجه الطّبراني([1]): حدّثنا أبو مسلم الكشّي، حدّثنا عبد الله بن عمرو الواقعي([2])، حدّثنا شريكٌ، عن محمد بن يزيد، عن معاوية بن خديج، قال: أرسلني معاوية بن أبي سفيان: إلىٰ الحسن بن علي ــ رضي الله تعالىٰ عنهم ــ أخطب علىٰ يزيد بنتاً له أو أختاً له، فأتيته فذكرت له يزيد، فقال: إنا قومٌ لا تزوّج نساؤنا حتّىٰ نستأمرهنّ، فائتها، فأتيتها، فذكرت لها يزيد، فقالت: والله! لا يكون ذاك حتّىٰ يسير فينا صاحبك كما سار فرعون في بني إسرائيل، يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم، فرجعت إلىٰ الحسن، فقلت: أرسلتني إلىٰ فلقة من الفلق! تسمّي أمير المؤمنين فرعون! فقال: يا معاوية! إياك وبغضنا؛ فإن رسول الله ، قال.. فذكره.
فيه عبد الله بن عمرو الواقعي، وقد قال فيه علي بن المديني: «كان يضع الحديث»([3]). وقال الدّارقطني: «يكذب، عن شعبة وشريك»([4]).
وقال الهيثمي بعد أن أورده مختصراً: «رواه الطبراني في الأوسط، وفيه عبد الله بن عمرو الواقفي؛ وهو كذّابٌ»([5]). وحكم عليه الألباني بقوله: «موضوع»([6]).
وأورد ابن حجر الهيتمي هذا الحديث([7])، وقال: «بسند ضعيف عن الحسن رضي الله عنه».
وقد كتم عبدالحسين تضعيف الهيتمي للحديث؟! مع أنه تقصيرٌ شديدٌ من الهيتمي، ودليلٌ علىٰ قلّة علمه بعلم الحديث؛ لأن الإسناد كما رأينا فيه كذّابٌ وضّاعٌ، وحديث الكذّابين يحكم عليه عند علماء الحديث بأنه موضوع.
([1]) «المعجم الكبير» (2726)، «المعجم الأوسط» (2405).
([2]) كذا في «المعجم الأوسط»، وفي «المعجم الكبير»: «الواقفي»، وفرّق ابن أبي حاتم بين «الواقعي» و«الرّافعي»، وكلاهما كذابٌ، فلا فائدة من التّفريق، والراجح أنهما شخصٌ واحدٌ. انظر: «الجرح والتعديل» (5/110، 119).
([3]) «ميزان الاعتدال» (4482).
([4]) كتاب «الضعفاء والمتروكين» (ص264، 321).