حديث المقداد بن الأسود
23-03-2023
[11] حديث المقداد بن الأسود: «معرفة آل محمد براءةٌ من النار، وحبّ آل محمد جوازٌ علىٰ الصّراط، والولاية لآل محمد أمانٌ من العذاب».
أخرجه الكلاباذي في «مفتاح المعاني»([1]) من طريق محمد بن الفضل، عن محمد بن سعد، عن أبي ظبية، عن المقداد بن الأسود مرفوعاً.
فيه محمد بن فضل وهو ابن عطية المروزي، وهو وإن كان من رجال الشّيخين إلّا أنه مختلفٌ فيه([2])، متروكٌ، كذّبه الفلّاس وغيره. وقال أحمد: «حديثه حديث أهل الكذب». قال الحافظ ابن حجر: «كذّبوه»([3]).
وقال أبوداود: «شيعي محترقٌ»([4]).
وقال الحافظ ابن حجر: «صدوقٌ، عارفٌ، رمي بالتّشيع»([5]).
والرّاجح والأعدل في أمره: أن تردّ أحاديثه التي ينصر بها بدعته: بدعة التّشيع، وهـٰذا الحديث من هـٰذا القبيل، والله أعلم.
وعليه فهذا الحديث ضعيف جدّاً في أقلّ أحواله إن لم يكن موضوعاً؛ ولعلّ محمد بن الفضيل بن غزوان الشيعي دلّسه.
وشيخه محمد بن سعد الأنصاري الشّامي؛ قال ابن معين: «ليس به بأسٌ»([6]). وقال الحافظ: «صدوقٌ»([7]).
وأبو ظبية([8]) هو السّلفي الكلاعي الشّامي الحمصي، ويقال: أبو طيبة، ويقال اسمه كنيته؛ تابعي، سمع بعض الصّحابة، وثّقه ابن معين([9])، وقال الدّارقطني: «ليس به بأسٌ»([10]). وقال الحافظ ابن حجر: «مقبولٌ»([11]).
تنبيه:
أعرض الشيعي عن عزو هـٰذا الحديث إلىٰ «الصواعق» لابن حجر الهيتمي؛ ليكتم عن القرّاء ما ذكره الهيتمي([12]) عن الحافظ السّخاوي أنه ضعّف هـٰذا الحديث مع حديثين آخرين بقوله: «وأحسب أن الثّلاثة غير صحيحة الإسناد».
([2]) انظر: «تهذيب الكمال» للمزي (26/293)، «من تكلم فيه وهو موثّق» للذّهبي ص465.
([4]) «ميزان الاعتدال» للذهبي (4/10).
([6]) «تاريخ ابن معين» للدوري (310).
([7]) «تقريب التهذيب» (5942)، وانظر: «تهذيب الكمال» للمزي (25/260).
([8]) قال العلامة الألباني في «السلسلة الضعيفة» (10/576): «وشيخه محمد بن سعد أبو طيبة؛ لم أعرفه، ولم يذكره الدولابي في الكنىٰ» اهـ. وقال ذلك لوجود تحريف وسقط لم يتنبه إليهما رحمه الله، فالصواب: محمد بن سعد عن أبي ظبية.
([9]) «تاريخ ابن معين» رواية الدارمي (725).
([10]) «سؤالات السّلمي» (465).
([11]) «تقريب التهذيب» (8254)، وانظر: «تهذيب الكمال» للمزي (33/447).