[2، 3] حديثا زياد بن مطرّف، وزيد بن أرقم ؟ا: لفظ الحديث (2): «من أحب أن يحيا حياتي ويموت ميتتي ويدخل الجنّة التي وعدني ربّي..». لفظ الحديث (3): «من يريد أن يحيا حياتي، ويموت موتي، ويسكن جنة الخلد التي وعدني ربّي، فليتولّ علي بن أبي طالب..»([1]).

قلت: هـٰذا حديثٌ موضوع([2])، وقد أخرجه أبو نعيم([3])، والحاكم([4])، والطّبراني([5])، وابن شاهين([6])، من طرق عن يحيىٰ بن يعلىٰ الأسلمي، قال: حدثنا عمّار بن رزيق، عن أبي إسحاق، عن زياد بن مطرّف، عن زيد بن أرقم.

زاد الطّبراني: «وربما لم يذكر زيد بن أرقم»، قال: قال رسول الله ، فذكره.

قال أبو نعيم: «غريبٌ من حديث أبي إسحاق، تفرّد به يحيىٰ».

وقال الحاكم: «صحيح الإسناد ولم يخرّجاه».

قلت: فيه يحيىٰ بن يعلىٰ، وهو شيعي ضعيف، قال ابن معين: «ليس بشيء»([7]). وقال البخاري: «مضطرب الحديث»([8]). وقال أبو حاتم: «ليس بالقوي، ضعيف الحديث»([9]).

وقال الهيثمي: «رواه الطّبراني، وفيه يحيىٰ بن يعلىٰ الأسلمي وهو ضعيف»([10]).

وأمّا تصحيح الحاكم؛ فقد تعقّبه الذهبي بقوله: «أنىٰ له الصّحّة والقاسم متروكٌ؟! وشيخه([11]) ضعيف، واللّفظ ركيكٌ، فهو إلىٰ الوضع أقرب».

وقد ذكر العلّامة الألباني علتين للحديث([12]):

الأولىٰ: أبو إسحاق السّبيعي([13]) وهو مدلّسٌ وقد عنعن، وعده الحافظ ابن حجر في المرتبة الثّالثة من مراتب المدلّسين، وهم المكثرون من التّدليس، فلم يحتجّ الأئمّة من أحاديثهم إلّا بما صرّحوا فيه بالسّماع، ومنهم من ردّ حديثهم مطلقاً، ومنهم من قبله([14]).

الثّانية: الاضطراب في إسناده من السّبيعي أو من الأسلمي، فإنه يجعله تارةً من مسند زيد بن أرقم، وتارةً من مسند زياد بن مطرّف، وقد رواه عنه مطينٌ والباوردي وابن جرير وابن شاهين في «الصّحابة»([15])، كما ذكر الحافظ ابن حجر في «الإصابة»، ونقل عن ابن مندة قوله: «لا يصحّ»، وعلل الحافظ الرواية لأجل يحيىٰ بن يعلىٰ وهو واه.

 

([1])        هـٰذان الحديثان ــ في الواقع ــ طريقان لحديث واحد، وقد فصلهما الشيعي؛ ليوهم القرّاء أنهما حديثان مستقلان؛ ليستكثر بكثرة الأحاديث علىٰ مقاصده، وهـٰذه هي عادته في كتبه.

([2])       انظر: «السلسلة الضّعيفة» (2/294 ــ 297).

([3])       «حلية الأولياء» (4/349 ــ 350)،

([4])       «المستدرك» (3/128).

([5])       «المعجم الكبير» (5/194، 5067).

([6])       «شرح السنة» (143).

([7])        «الكامل في الضعفاء» (7/233).

([8])       المصدر السابق.

([9])       «الجرح والتعديل» (9/196).

([10])     «مجمع الزوائد» (9/108).

([11])      يعني الأسلمي.

([12])     انظر: «السلسلة الضّعيفة» (2/294 ــ 297).

([13])     هو: عمرو بن عبدالله بن عبيد، أبو إسحاق السّبيعي، تابعي، كوفي، مكثرٌ من الرواية، ثقةٌ، اختلط بأخرة، روىٰ له الجماعة. «تهذيب الكمال» للمزي (22/102).

([14])     انظر: «جامع التحصيل» للعلائي ص109، 245، «تعريف أهل التقديس» لابن حجر (91).

([15])     أي: في المؤلّفات المختصّة بالصّحابة رضي الله عنهم.