[5] حديث أبي سعيد الخدري: «إني أوشك أن أدعىٰ، فأجيب، وإني تاركٌ فيكم الثقلين: كتاب الله عز وجل، وعترتي. كتاب الله حبلٌ ممدودٌ من السّماء إلىٰ الأرض، وعترتي أهل بيتي. وإن اللّطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتىٰ يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما».

هـٰذا الحديث من طريق عطية العوفي عن أبي سعيد رضي الله عنه في المصادر التي عزا إليها عبدالحسين([1]). وقد تقدّم تخريج هـٰذه الطّريق نفسها تحت الحديث رقم (2) من رواية «جامع التّرمذي»، وبينت أنه حديثٌ ضعيف؛ لضعف عطية وتدليسه، ولأن لفظ الحديث منكرٌ مخالفٌ لأصل الرّوايات الصّحيحة المحفوظة لهـٰذا الحديث، وهي التي خرّجها الإمام مسلمٌ في «صحيحه» كما تقدم.

وليس في ألفاظ هـٰذين «الحديثين» إلّا الحثّ علىٰ التّمسّك بكتاب الله تعالىٰ، والوصاية بأهل البيت رضي الله عنهم. وانظر في الحديث السّابق المقارنة بين متن الرواية التي أوردها الشيعي عبدالحسين، وبين هـٰذين الحديثين.

 

([1])        وهي: «المسند» لأحمد (11105، 11131، 11211، 11560)، «المصنّف» لابن أبي شيبة (30704)، «المسند» لأبي يعلىٰ (1021، 1027)، «الطّبقات» لابن سعد (2/194)؛ كلهم من طريق عطّية، بألفاظ متقاربة وزيادة ونقص.