البابُ الثَّالثُ

مَنِ الخَليفةُ بعدَ رسُولِ  اللهِ

تمهيد

  أَجْمَعَ أَهْلُ السُّنَّةِ عَلَىٰ أَنَّ الخَلِيفَةَ بَعدَ رَسُولِ  اللهِ ﷺ هو أَبُو بَكْرٍ  رضي الله عنه، وَخَالَفَ فِي ذَلِكَ الشيعةُ فَقَالُوا: إِنَّ عَلِيّاً  رضي الله عنه أَوْلَىٰ بِالخِلَافَةِ مِن أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ، وَأَنَّه هُو الخَلِيفَةُ بَعدَ رَسُولِ  اللهِ مُبَاشَرَةً بِلَا فَصْلٍ، وَاسْتَدَلُّوا بِبَعْضِ الأدِلَّةِ الَّتِي وَرَدَتْ فِي القُرْآنِ وَفِي كُتُبِ أَهْلِ السُّنَّةِ سَواءً كانت عِندَ البُخَارِيِّ، أَو مُسْلِمٍ، أَو غَيرِهِما مِن أَصْحَابِ السُّنَنِ وَالمَسَانِيدِ، وَهَذِه الأَدِلَّةُ سَنَذْكُرُ أَهَمَّهَا وَأَصَحَّهَا ثُمَّ نُبَيِّنُ مَدَىٰ دِلَالَتِهَا عَلَىٰ المُرَادِ.

  وَنَقُولُ كَذَلِكَ: إِنَّ عَلِيّاً  رضي الله عنه غَنِيٌّ عَنِ الإِطْرَاءِ، فَهُو صهْرُ رَسُولِ  اللهِ عَلَىٰ خَيرِ بَنَاتِه فَاطِمَةَ سَيّدَةِ نِسَاءِ أَهْلِ الجَنَّةِ، وَهُو كَذَلِكَ ابنُ عَمِّ رَسُولِ  الله ورَابِعُ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ وَفَضَائِلُه كَثيرةٌ جِدّاً، وَلَكِنَّ القَضِيَّةَ لَيْسَتْ فِي ذِكْرِ فَضَائِلِ عَليٍّ  رضي الله عنه فَهَذَا أَمْرٌ مَفْرُوغٌ مِنه، وَلَكِن القَضِيَّةَ النَّظَرُ فِي هَذِه الفَضَائِلِ هَلْ تَدُلُّ عَلَىٰ أَنَّ عَلِيّاً أَوْلَىٰ بِالخِلَافَةِ مِمَّن سَبَقَه أَمْ لَا؟

  ونستطيعُ أن نُقَسِّمَ أَدِلَّةَ مَنْ قَالَ بِأَوْلَوِيَّةِ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ بِالخِلَافَةِ قَبْلَ أَبِي بَكْرٍ وعُمَرَ وعُثْمَانَ إِلىٰ قِسْمَينِ: نَقْلِيَّةٍ وَعَقْلِيَّةٍ:

  القسمُ الأولُ: الأدلةُ النقليةُ.

  وتتلخصُ فيما يأتي:

 

1-                 حَدِيثُ الغَدِيرِ.

2-                حَدِيثُ الكِسَاء وآية المُبَاهَلَةِ.

3-               آيةُ الولايَة.

4-               حَديثُ المَنْزلَة.

5-               آيةُ ذَوِي القُرْبى.

6-               حَدِيثُ الثَقَليَن.

7-                حَدِيثُ «عَلِيٌّ مِنِّي، وَأَنا مِنْ عَلِيٍّ».

8-               حَدِيثُ الاثني عَشَر.

9-               حَدِيثُ مَدِينة العلْم.

10-          حَدِيثُ الإنذار يومَ الدار.

 

  القسم الثاني: الأدلةُ العقليةُ:

  وتتلخصُ فيما يأتي:

 

1-                 أنه أَشْجَعُ النَّاسِ بَعدَ رَسُولِ  الله.

2-                أنه أَعْلَمُ النَّاسِ.

3-               أنه أقربُهم للنبيِّ نسباً وصهراً.

4-               أنه أولُّهُم إسلاماً.

5-               أنه لَم يَسْجُدْ لِصَنَمٍ.