الأدلةُ علىٰ عَدالةِ الصحابةِ:

  • قَالَ تَعَالىٰ: ﴿لَقَدْ رَضِيَ ٱللَّهُ عَنِ ٱلْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ ٱلشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ ٱلسَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا ١٨﴾ [الفتح: ١٨].

  بَيَّنَ  اللهُ تَبَارَكَ وتَعَالَىٰ أَنَّه قَدْ رَضِي عن المُؤْمِنينَ الَّذينَ بَايَعُوا النَّبيَّ تَحْتَ الشَّجَرةِ، إِذْ عَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِم مِنَ الإِيمَانِ والصِّدْقِ، فَأَنْزَلَ السَّكِينةَ عَلَيهم فِي ذَلِكَ الوَقْتِ، فَهَذِه شَهَادَةٌ مِنَ  اللهِ تَبَارَكَ وتَعَالَىٰ عَلَىٰ صِدْقِ إِيمَانِ أُولَئِكَ القَومِ الَّذِينَ بَايَعُوا النَّبيَّ تَحْتَ الشَّجَرَةِ بَيعَةَ الرِّضْوَانِ. وَقَدْ ثَبَتَ عن النَّبيِّ أَنَّه قَالَ: «لَا يَدْخُلُ النَّارَ أَحَدٌ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ إِلَّا صَاحِبَ الجَمَلِ الأَحْمَرِ»([1]).

  وَكَانَ هَذَا مِنَ المُنَافِقِينَ الّذين خَرَجُوا مَعَ النَّبيِّ، وَكَانَ عَدَدُ الَّذِين بَايعُوا النَّبيَّ تَحْتَ الشَّجَرةِ أَلْفاً وأَربعمئة وقيل: ألفاً وخمسمئة، شَهِدَ  اللهُ لَهُم بِالإِيمَانِ وأَثْبَتَ أَنَّ قُلُوبَهُم تُوَافِقُ ظَاهِرَهُم، وأَنَّه لَيسَ فِيهِم مُنَافِقٌ إِلَّا رَجُلاً وَاحِداً أخْبَرَ عنه النَّبيُّ كَانَ مَعَهُم، وَلَكن لَمْ يُبَايِعِ النَّبيَّ.

  • قَالَ تَعَالَىٰ: ﴿وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ ٱلْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ ٱلَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلْحُسْنَى وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ١٠﴾ [الحديد: ١٠].

  أَي: وَعَدَ الَّذين أَنْفَقُوا وَقَاتَلُوا مِن قَبْلِ الفَتْحِ الحُسْنَىٰ، وَوَعَدَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا وَقَاتَلُوا مِن بَعدِ الفَتْحِ الحُسْنَىٰ ومِصْدَاقُ هَذَا قَولُ  اللهِ تَبَارَكَ وتَعَالَىٰ: ﴿لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لَا يَسْمَعُونَ ١٠٠﴾ [الأنبياء: ١٠٠ ــــ ١٠٣].

  فَهَذِه أَيضاً شَهَادةٌ ثَانِيةٌ مِنَ  اللهِ تَبَارَكَ وتَعَالَىٰ لِعُمُومِ أَصْحَابِ النَّبيِّ سَوَاءٌ مِنْهُم مَنْ آمَنَ وَأَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الفَتْحِ أَمْ مَنْ آمَنَ وَأَنْفَقَ مِنْ بَعدِ الفَتْحِ.

  • وَقَالَ  اللهُ تَبَارَكَ وتَعَالَىٰ عِندَ ذِكْرِ مَصَارِفِ الغَنِيمَةِ: ﴿لِلْفُقَرَاءِ ٱلْمُهَاجِرِينَ ٱلَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ ٱللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ ٱلصَّادِقُونَ ٨﴾ [الحشر: ٨]، وَقَولهُ: ﴿.. يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ ٱللَّهِ وَرِضْوَانًا... ٢٩﴾ كَلامٌ عَن أَعْمَالِ القُلُوبِ أَثْبَتَه  اللهُ تَبَارَكَ وتَعَالَىٰ لَهُم. وَقَالَ: ﴿وَٱلَّذِينَ تَبَوَّؤُوا ٱلدَّارَ وَٱلْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ ٩﴾ [الحشر: ٩].
  • وقَالَ جَلّ وعَلَا عن أُمَّةِ مُحَمَّدٍ: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ ٱلْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ ٱلْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ ٱلْفَاسِقُونَ ١١٠﴾ [آل عمران: ١١٠].

  وَيَسْتَحِيلُ أَبَداً أَنْ تَكُونَ هَذِه الأُمَّةُ الَّتِي أَخْبَرَ  اللهُ تَبَارَكَ وتَعَالَىٰ أَنَّهَا خَيْرُ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ كَمَا تَقُولُ بَعْضُ الطَّوَائِفِ: إِنَّ المُهَاجِرِينَ والأَنْصَارَ كُلَّهُم ارْتَدُّوا إِلَّا ثَلَاثةً([2]). فالَّذينَ يَرْتَدُّونَ جَمِيعاً وَلَا يَبْقَىٰ مِنْهُم إِلَّا ثَلَاثةً لَا يَقُولُ  اللهُ فِيهِم: إِنَّهُم خَيرُ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ.

  • وَقَالَ النَّبيُّ: «لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَوَالّذِي نَفْسِي بِيَدِه لَو أَنَّ أَحَدَكُم أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَباً، مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِم وَلَا نَصِيفَه»([3]).
  • وَقَالَ الرَّسُولُ: «يُدْعَىٰ نُوحٌ يَومَ القِيَامةِ فَيقُولُ: لَبّيكَ وسَعْدَيكَ يَارَبّ، فَيقُولُ  اللهُ لَه: هَلْ بَلَّغْتَ؟ فَيقُولُ: نَعَم. فَيُقَالُ لأُمَّةِ نُوحٍ: هَلْ بلَّغَكُم؟ فَيقُولُونَ: مَا أَتَانَا مِن نَذِيرٍ، فَيقُولُ  اللهُ لِنُوحٍ: مَنْ يَشْهَدُ لَكَ أَنَّكَ بَلَّغْتَ؟ فَيقُولُ: مُحَمَّدٌ وأُمَّتُه، فَيَشْهَدُونَ لِنُوحٍ  » قَالَ النَّبيُّ: «وَذَلِكَ عِندَ قَولِ  اللهِ تَبَارَكَ وتَعَالَىٰ: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى ٱلنَّاسِ وَيَكُونَ ٱلرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا... ١٤٣﴾ [البقرة: ١٤٣]».

  ثُمَّ قَالَ النَّبيُّ مُفَسِّراً هَذِه الآيةَ: «الوَسَطُ: العَدْلُ»([4]).

  قالَ عَبْدُ  الله  بْنُ مَسْعُودٍ  رضي الله عنه: «إِنَّ  اللهَ نَظَرَ فِي قُلُوبِ العِبَادِ؛ فَوَجَدَ قَلبَ مُحَمَّدٍ  ﷺ خَيْرَ قلُوبِ العِبَادِ، فَاصْطَفَاهُ لِنَفْسِه، فَابْتَعَثَهُ بِرِسَالَتِهِ، ثُمَّ نَظَرَ فِي قُلُوبِ العبَادِ بَعْدَ قَلبِ مُحَمَّدٍ  ﷺ، فَوَجَدَ قُلُوبَ أَصْحَابِهِ خَيرَ قُلُوبِ العِبَادِ، فَجَعَلهم وُزَرَاءَ نَبِيِّهِ، يُقَاتِلُونَ عَلَىٰ دِينِهِ»([5]).

  وَكَذَلِكَ مِنَ الأُمُورِ الِّتِي تَدُلُّ عَلَىٰ عَدَالَةِ أَصْحَابِ النَّبيِّ بِشَكْلٍ مُجْمَلٍ وَعَامّ مَا قَامَ بِه أَهْلُ العِلْمِ مِن تَمْحِيصِ الرّوَايَاتِ الَّتِي رَوَاهَا أَصْحَابُ النَّبيِّ، فَمَا وَجَدُوا صَحَابِيّاً كَذَبَ كَذِبةً وَاحِدةً عَلَىٰ النَّبيِّ، بَلْ مَعَ ظهورِ البِدَعِ فِي آخِرِ عَهْدِ الصَّحَابةِ  رضي الله عنهم لَمْ يَكُنْ صَحَابِيٌّ وَاحِدٌ مِنْ أُولَئِكَ القَومِ أَبَداً، وَهَذَا دَلِيلٌ عَلَىٰ أَنَّ  اللهَ اصْطَفَاهُم وَاخْتَارَهُم لِصُحْبَةِ نَبِيِّه([6]).

  قَالَ إمام المغرب أبو عمر ابنُ عَبدِ البَرِّ  رحمه الله: أَجْمَعَ أَهْلُ الحَقِّ مِنَ المُسْلِمِينَ وَهُم أَهْلُ السُّنَّةِ والجَمَاعَةِ عَلَىٰ أَنَّهُم كُلَّهُم عُدُولٌ([7]).

  وقال إمام المشرق الخَطِيبُ البَغْدَادِيُّ  رحمه الله: «عَلَىٰ أَنَّه لَو لَمْ يَرِدْ مِنَ  اللهِ   ورَسُولِهِ فِيهِم شَيءٌ مِمَّا ذَكَرْنَاه([8]) لأَوْجَبَتِ الحَالُ الَّتِي كَانُوا عَلِيهَا من الهِجْرَةِ والجِهَادِ والنُّصْرَةِ وبَذْلِ المُهَجِ والأَمْوَالِ وَقَتْلِ الآبَاءِ وَالأَوْلَادِ والمُنَاصَحَةِ في الدِّينِ وقُوَّةِ الإِيمَانِ واليَقِينِ، القَطْعَ عَلَىٰ عَدَالَتِهِم وَالاعْتِقَادَ عَلَىٰ نَزَاهَتِهِم وأَنَّهُم أَفْضَلُ مِنَ المُعَدِّلِينَ والمُزَكِّينَ الَّذينَ يَجِيئُونَ مِن بَعْدِهِم أَبَدَ الآبِدِينَ»([9]).

  وقالَ ابنُ الصَّلاحِ رحمه الله: «للصحابةِ بَأَسْرِهم خِصّيصةٌ، وهي أَنَّه لا يُسْأَل عَنْ عَدالةِ أَحَدٍ مِنْهم، بل ذلكَ أَمْرٌ مَفروغٌ منه لِكَونِهم علىٰ الإِطلاقِ مُعَدَّلِين بِنُصوصِ الكتابِ، والسُّنَّةِ، وإِجماعِ مِنْ يُعْتَدُّ به في الإِجماعِ مِنَ الأُمَّةِ»([10]).

  وقالَ الغزالي رحمه الله: «والذي عليه سَلَفُ الأُمَّةِ، وجماهيرُ الخَلْقِ، أَنَّ عَدَالَتَهم مَعلومةٌ بتعديلِ  الله   إِيَّاهُم وثنائِه عليهم في كتابهِ، فَهو مُعْتَقدُنا فيهم، إِلا أَنْ يَثْبُتَ بطريقٍ قَاطعٍ ارتكابُ واحدٍ لِفِسْقٍ مَع علمهِ به، وذلك مما لا يَثْبُتُ فلا حاجةَ لهم إلىٰ التعديل».

  وقالَ أيضاً: «فأي تعديلٍ أَصَحُّ مِن تعديلِ علَّامِ الغُيوب ــــ سبحانه ــــ وتعديلِ رسوله  ﷺ؟ كيف ولو لم يَرِدْ الثناءُ؛ لكان فيما اشْتَهَر وتواتَر مِن حالهِم في الهِجْرَةِ، والجهادِ، وبَذْلِ المُهَجِ، والأموالِ، وقتلِ الآباءِ والأهلِ، في موالاة رسول  الله  ﷺ، ونُصرتهِ؛ كفايةٌ في القطعِ بعَدَالَتِهم»([11]).

  وَقَالَ ابنُ حَجَرٍ العَسْقَلانِي  رحمه الله: «اتَّفَقَ أَهْلُ السُّنَّةِ عَلَىٰ أَنَّ الجَمِيعَ عْدُولٌ وَلَم يُخَالِفْ فِي ذَلِكَ إِلَّا شُذُوذٌ مِنَ المُبْتَدِعَةِ»([12]).

  وَكَذَا نَقَلَ العِراقِيُّ، والجُوَيْنِيُّ، وابنُ الصَّلَاحِ، وابنُ كَثِيرٍ، وغَيرُهُم إِجْمَاعَ المُسْلِمِينَ عَلَىٰ أَنَّ أَصْحَابَ النَّبيِّ كُلَّهُم عُدُولٌ([13]).

 

([1])    أخرجه التِّرمذِيّ (٣٨٦٣)، وأصله في «صحيح مُسْلِم»، (٢٤٩٦).

([2])   «أصول الكافي» (٢/٢٤٤).

([3])   أخرجه البخاري (٣٦٧٣).

([4])   أخرجه البخاري (٤٤٨٧).

([5])   أخرجه الإِمَامُ أَحْمَدً فِي «مُسْندِه» (١/٣٧٩)، وَقالَ أَحْمَدُ شاكر: «إِسْنَادُهُ صَحِيح». وَقالَ الأَلبانيُّ فِي «تخريج الطّحاوية» (ص٤٧٠): «حسَن موقوفاً».

([6])   قالَ عَبْدُ  الله بنُ مسعودٍ: «إِنَّ  اللهَ نَظَرَ في قُلُوبِ العِبَادِ؛ فَوَجَدَ قَلْبَ مُحَمَّدٍ  ﷺ خَيْرَ قُلُوبِ العِبَادِ، فَاصْطَفَاهُ لِنَفْسِهِ، فَابْتَعَثَهُ بِرِسَالَتِهِ. ثُمَّ نَظَرَ في قُلُوبِ العِبَادِ بَعْدَ قَلْبِ مُحَمَّدٍ  ﷺ فَوَجَدَ قُلُوبَ أَصْحَابِهِ خَيْرَ قُلُوبِ العِبَادِ، فَجَعَلهمْ وُزَرَاءَ نَبِيِّهِ، يُقَاتِلُونَ عَلَىٰ دِينِهِ..» اهـ.
أخرجه الإمامُ أحمدُ في «مسندِه» (١/٣٧٩) وقال العلَّامةُ أحمدُ شاكر: «إسنادُهُ صحيحٌ». «المسند» بتحقيقه رقم (٣٦٠٠)، وقال المُحَدِّثُ العَلَّامَةُ الألبانيُّ  ــــ  في «تخريج الطحاوية (ص٤٧٠) ــــ: «حسَنٌ موقوفاً، أخرجَهُ الطّيالسيُّ وأحـمـدُ وغيرُهما بسندٍ حسنٍ، وصحّحَهُ الحاكمُ ووافقه الذَّهبيُّ، واشتُهرَ علىٰ الألْسِنَةِ مرفوعاً، وفي سندِه كذّابٌ، والصحيحُ وقْفُهُ، وهما مخرّجانِ في «الضعيفة» (٥٣٢، ٥٣٣)».

([7])   «الاستيعاب» (١/٨).

([8])   يقصدُ الأدلةَ التي ذكرَها والتي تَدُلُّ علىٰ عَدالةِ الصَّحَابَةِ.

([9])   «الكفاية في علم الرواية» (ص٩٦).

([10]) «علوم الحديث» (ص١٧٦).

([11]) «المستصفىٰ» (١/١٦٤).

([12]) «الإصابة» (١/١٧).

([13]) انظر تفصيلَ ذلك في، كتابَ «صحابة رَسُولِ  الله  ﷺ في الكِتَاب والسُّنَّة» الباب الرابع، مبحث: عدالة الصَّحَابَة.