يزيد يكتب لابن عباس
21-03-2023
يزيد يكتب لابن عباس :
كَتَبَ يزيدُ بنُ معاويةَ إلىٰ ابنِ عباسٍ يُخبِرُهُ بخروجِ الحُسَينِ إلىٰ مَكَّةَ، وأحْسَبُهُ قَدْ جاءَه رجالٌ مِنْ أهْلِ المَشْرِقِ فَمَنّوهُ الخِلافَةَ، وعِندَكَ مِنْهُم خبرٌ وتجربةٌ، فإنْ كانَ قدْ فعلَ؛ فقد قَطعَ راسِخَ القَرَابةِ، وأنتَ كَبيرُ أهلِ بيتِكَ والمنظورُ إليهِ، فاكْفُفْهُ عنِ السَّعْي في الفُرقَةِ. وكَتَبَ بِهذِهِ الأبْياتِ إليهِ وإلىٰ مَنْ بِمَكَةَ والمدينةِ مِنْ قُريشٍ:
يا أَيُّهَا الرَّاكِبُ العَادِي مَطِيَّتُهُ
عَلَىٰ غَدافِرة في سَيْرِهَا فَحِمُ
أَبْلِغُ قُرَيْشاً عَلَىٰ نَأْي الْمَزَارِ بِهَا
بَيْنِي وَبَيْنَ حُسَيْنَ اللهُ والرَّحِمُ
وَمَوْقِفٌ بِفَنَاءِ الْبَيْتِ أَنْشُدُهُ
عَهْدَ الْإلَــٰــهِ وَمَا تُوفِي بِهِ الذِّمَمُ
عَنَيتُمْ قَوْمَكُمُ فَخْراً بِأُمِّكُم
أُمٌّ لَعَمْرِي حَصَانٌ بَرَّةٌ كَرَمُ
هِي الَّتِي لا يُدَانِي فَضْلَها أَحَدٌ
بِنْتُ الرَّسُولِ وَخَيْرُ النَّاسِ قَدْ عَلِمُوا
وَفَضْلُهَا لَكُمْ فَضْلٌ وَغَيْرُكُمُ
مِنْ قَوْمِكُمْ لَهُمْ فِي فَضْلِها قَسَمُ
إِنِّي لَأَعْلَمُ أَوْ ظَنّاً كَعَالمِهِ
وَالظَّنُّ يَصْدُقُ أَحْيَاناً فَيَنْتَظِمُ
أَنْ سَوْفَ يَتْرُكُكمْ مَا تَدَّعُونَ بِها
قَتْلَىٰ تُهَاداكُمُ الْعُقْبَانُ وَالرَّخِمُ
يَا قَوْمَنَا لَا تَشُبُّوا الْحَرْبَ إِذْ مَسَكَتْ
وَمَسِّكُوا بِحَبالِ السَّلْمِ واعْتَصِمُوا
قَدْ جَرَّبَ الْحَرْبَ مَنْ قَدْ كَانَ قَبْلَكُمُ
مِنَ الْقُرونِ وَقَدْ بَادَتْ بِهَا الْأُمَمُ
فَأَنْصِفُوا قَوْمَكُمُ لا تَهْلَكُوا بَرَحاً
فَرُبَّ ذِي بَرَحٍ زَلَّتْ بِهِ الْقَدَمُ
فَكَتَبَ إليهِ ابنُ عباسٍ: إنّي لَأرْجو أنْ لا يكونَ خروجُ الحسينِ لأمْرٍ تكرهُهُ، ولَسْتُ أدَعُ النّصيحةَ له في كلٍّ ما تَجْتَمِعُ بهِ الأُلْفَةُ وتطفىٰ به الثّائِرَةُ([1]).