تَأْميرُ عُبيدِ  اللهِ بنِ زيادٍ علىٰ الكُوفةِ:

  أمرَ يَزِيدُ بِعَزْلِ النُّعْمَانِ بنِ بَشيرٍ، وأَرْسَلَ عُبيدَ  اللهِ بنَ زيادٍ أَمِيراً علىٰ الكُوفَةِ، وَكَانَ أَمِيراً علىٰ البَصْرَةِ، فَضَمَّ لَه الكُوفَةَ مَعَهَا لِيُعَالِجَ هذا الأَمْرَ، فَوَصَلَ عُبَيدُ  اللهِ بنُ زيادٍ لَيْلاً إلىٰ الكُوفَةِ مُتَلَثِّماً، فَكَانَ عِنْدَما يَمُرُّ عَلَىٰ النَّاسِ يُسَلِّمُ عَلِيهِم يَقُولُونَ: (وَعَليكَ السَّلَامُ يَا ابنَ بِنتِ رَسُولِ  اللهِ) يَظُنُّونَ أَنَّه الحُسَينُ، وأَنَّه دَخَلَ مُتَخَفياً مُتَلَثِّماً لَيْلاً، فَعَلِمَ عُبيدُ  اللهِ بنُ زِيادٍ أنَّ الأَمْرَ جِدٌّ، وأَنَّ النَّاسَ يَنْتَظِرُونَ الحُسينَ بنَ عَلِيٍّ، عِندَ ذَلِكَ دَخَل القَصْرَ ثُمَّ أرْسَلَ مَولًىٰ له اسْمُهُ مَعقِلُ لِيَتَقَصَّىٰ الأَمْرَ ويَعْرِفَ مَنِ الرَّأْسُ المُدَبِّرُ فِي هَذِه المَسْأَلَةِ؟

  فَذَهَبَ عَلَىٰ أَنَّه رَجُلٌ مِن «حِمْصَ» وَأَنَّه جَاءَ بَثَلاثةِ آلافِ دِينَارٍ لِمُسَانَدَةِ الحُسَينِ  رضي الله عنه فَصَارَ يَسْأَلُ حَتَّىٰ دُلَّ عَلَىٰ دَارِ هَانِئ بنِ عُرْوَةَ، فَدَخَلَ وَوَجَدَ مُسلمَ بنَ عَقِيلٍ وَبَايَعَهُ وأَعْطَاهُ الثَّلَاثَةَ آلافِ دِينارٍ، وَصَارَ يَتَرَدَّدُ أَيّاماً حَتَّىٰ عَرَفَ مَا عِندَهُم، وَرَجَعَ بَعدَ ذَلِكَ إِلَىٰ عُبيدِ  اللهِ بنِ زِيَادٍ وَأَخْبَرَه الخَبَرَ.