رأي الفريقين كل في الآخر:

  عن رياح بنِ الحارِثِ قال: كُنتُ إِلَىٰ جَنبِ عَمّارِ بنِ ياسِرٍ بِصِفّينَ، ورُكبَتي تَمَسُّ رُكبَتَهُ، فَقال رَجُلٌ: كَفَرَ أَهلُ الشّامِ. فَقال عَمّارٌ: لَا تَقولوا ذَلِكَ، نَبينا ونَبيهُم واحِد، وقِبلَتُنا وقِبلَتُهُم واحِدَةٌ، ولَكِنَّهُم قَومٌ مَفتونونَ جاروا عن الحَقِ، فَحَقَّ عَلَينا أَن نُقاتِلَهُم حَتَّىٰ يَرجِعوا إلَيهِ([1]).

  قال مغيرة: لمّا جاءَ قَتْلُ عليٍّ إلىٰ معاويةَ جعلَ يَبْكي ويَسْتَرجِعُ، فَقالتْ له امْرأتُه: تَبْكي عَليهِ وقَدْ كنتَ تُقاتِلُه؟! فقالَ لها: وَيْحك! إنّكِ لا تَدْرينَ ما فَقَدَ النّاسُ مِنَ الفَضْلِ والفِقْهِ والعِلْمِ([2]).

 

([1])    «مصنف ابن أبي شيبة» (١٥/٢٨٩).

([2])   «تاريخ دمشق» (٥٩/١٤٢).