مَقتلُ طلحةَ والزبيرِ
20-03-2023
مَقتلُ طلحةَ والزبيرِ:
وقُتِلَ طَلحةُ والزُّبيرُ ومُحمَّدُ بنُ طَلحةَ، أمَّا الزَّبيرُ فَلَم يُشَارِكْ في هذه المَعْرَكةِ، ولَا طَلحةُ. وذَلك أَنَّه يُرْوَىٰ أنَّ الزُّبيرَ رضي الله عنه لمَّا جَاءَ إلىٰ المعركةِ لَقِي عليَّ بنَ أبي طَالبٍ فَقَالَ له عليٌّ: أَتذْكُرُ أَنَّ الرَّسولَ قَالَ: «تُقَاتِلُ عليّاً وَأَنْتَ ظَالِمٌ» فَرَجَعَ الزَّبيرُ في ذَلِكَ اليومَ ولم يُقَاتِلْ([1]).
فالصَّحيحُ أَنَّه لم يُقَاتِلْ، ولكن هل وَقَعَ هذا بينه وبين عليٍّ؟
اللهُ أعلمُ؛ لأَنَّه لَيسَ للرِّوايةِ سَنَدٌ قَويٌّ، ولكنها مَشْهُورةُ في كُتُبِ التَّاريخِ.
والمشْهُورُ أكثرُ أَنَّ الزُّبيرَ لم يُشَارِكْ في هذه المَعركةِ، وقُتِلَ الزُّبيرُ غَدْراً علىٰ يدِ رَجُلٍ يُقَالُ له: ابنُ جرمُوز.
وقُتِلَ طلحةُ بِسَهم غرب([2])، والمشهورُ أنّ الذي رماه مَروانُ بنُ الحكمِ أَصَابَه في قَدَمِه مَكَانَ إِصَابةٍ قَدِيمةٍ فَمَاتَ منها رضي الله عنه، وهو يُحَاولُ مَنْعَ النَّاسِ من القِتَالِ، ولمَّا انْتَهَتْ هذه المَعْرَكَةُ وقُتِلَ الكَثِيرُ خَاصَّةً في الدِّفَاعِ عن جَمَلِ عَائشةَ؛ لأَنَّها كَانَت تُمَثِّلُ رَمْزاً لهم فَكَانُوا يَسْتَبْسِلُونَ في الدِّفَاعِ عنها.
وَلِذلكَ بمُجَرَّدِ أن سَقَطَ الجَمَلُ هَدَأَتِ المَعْرَكَةُ وانْتَهَتْ، وانْتَصَرَ عليُّ بنُ أبي طَالبٍ رضي الله عنه. وإِنْ كَانَ الصَّحيحُ أَنَّه لَمْ يَنْتَصِرْ أَحَدٌ، ولكن خَسِرَ الإِسْلَامُ وخَسِرَ المُسْلِمُونَ في تِلْكَ المَعْرَكةِ.
([1]) أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» (١٩٦٧٤)، وفيه رَجلٌ مجهولٌ، وذكره الحافظُ ابنُ حَجرٍ في «الْمطالبِ العالية» (٤٤١٢).