المأخذُ الثاني عشرَ: زَادَ الأَذَانَ الثَّاني يومَ الجُمعةِ:

  إنَّ النَّبيَّ قال: «عليكم بِسُنَّتي وسُنَّةِ الخُلَفاءِ الرَّاشدينَ مِن  بَعْدِي»([1]).

  وهذه الزِّيَادةُ من سُنَّةِ الخُلَفَاءِ الرَّاشدِينَ، ولا شكَّ أنَّ عُثمانَ مِنَ الخُلَفاءِ الرَّاشِدِينَ، ورَأَىٰ مَصْلَحةً في أن يُزَادَ هذا الأَذَانُ لِتَنْبيه النَّاسِ عن قُرْبِ وَقْتِ صَلاةِ الجُمعةِ بعدَ أَنِ اتَّسَعتْ رُقْعةُ المَدِينةِ، فَاجْتَهدَ في هذا وَوَافَقَه جميعُ الصَّحابةِ، واسْتَمرَّ العملُ به لم يُخَالِفْه أحدٌ حتىٰ في خِلافَةِ عليٍّ وَخِلافَةِ الحَسنِ وَخِلافَةِ مُعَاويةَ ثُمَّ بني أُمَيَّةَ وبني العَبَّاسِ، وإِلىٰ يومِنا هذا لم يُخَالِفْه أحدٌ من المُسْلِمينَ، فهي سُنَّةٌ بإِجماعِ المُسْلِمينَ. ثمَّ هو له أَصْلٌ في الشَّرْعِ، وهو الأَذَانُ الأَوَّلُ في الفَجْرِ، فَلَعلَّ عُثمانَ قَاسَ هذا الأَذَانَ عليه.

 

([1])    أخرجه أو داود (٤٦٠٧)، والترمذي (٢٦٧٦)، وصححه الألبانيُّ في «صحيح سنن أبي داود».