المأخذُ الثَّالثُ: إعطاءُ مَروانَ بنِ الحَكَمِ خُمسَ إِفريقيةَ:

  لم يَثْبُتْ أنّ عُثْمانَ فَعَلَ هذا ولو كان فَعَلَ هذا فإنَّ المقصودَ هو خُمسُ الخُمسِ، وذلك أنّ الغنيمةَ تُقَسَّمُ خمسة أخماسٍ: أربعةٌ منها للمجاهدينَ، وخمسٌ يقسَّمُ إلىٰ خَمْسةِ أخماسٍ، ذكرَها  اللهُ في كتابهِ العزيزِ: ﴿واعلموا انما غنمتم  من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتمى والمسكين وابن السبيل  ٤١﴾ [الأنفال: ٤١].

  فَسَهْمُ  اللهِ ورسُولهِ هو للإمامِ، يضعُهُ حيثُ شاءَ، والذي ذكروه هو أنَّ عثمانَ وعدَ مَرْوانَ إذا فتحَ إِفريقيةَ فإنه سَيهبُهُ خُمسَ إفريقية الخاصَّ به، وقد مرَّ في فتحِ إِفريقيةَ أنه إنما جعلَهُ مكافأةً لعبدِ  الله بنِ أبي السرحِ إذا فتحَ إِفريقية.