توسعة المسجد النبوي:

  كان أبو بكرٍ  رضي الله عنه جَدَّدَ بناءه بالموادِ التي بُني منها في عَهْدِ رسولِ  الله  ﷺ، وهي اللبنُ وجُذوعِ النخلِ والجريدِ([1])، وفي عَهْدِ عُمرَ  رضي الله عنه زادَ عددُ المسلمين في المدينةِ([2])، وفي سنة (١٧هــ) قام بتوسعتهِ وعمارتهِ منْ جديدٍ([3]) حيثُ اشترىٰ ما حولَ المسجدِ من الدُّورِ، فَلَمْ يبقَ سِوىٰ بيوتِ النبي  ﷺ في الجهةِ الشرقيةِ، ودارِ العباسِ  بنِ عبد  المطلب الذي تبرعَ بها للمسلمين([4])، وقد بَلَغَتْ مساحةُ هذِهِ التوسِعَة من جهةِ الجنوبِ عشرة أذرع، ومن الغربِ عشرين ذراعاً([5])، ومن الشمالِ سبعين ذراعاً([6])، أما جهة الشرقِ فقدْ كانت تَحُدُّه بيوتُ النبي  ﷺ، فَلَم يَتَعَرَّض لها عمرُ  رضي الله عنه، فصارت بذلك مساحتهُ الكلية بالأذرعة مئة وأربعين طولاً، ومئة وعشرين عرضاً([7]).

 

([1])    «دلائل النبوة» للبيهقي (٢/٥٤١)، «خلاصة الوفاء» للسمهودي (ص٢٥٦).

([2])   «الطبقات الكبرىٰ» لابن سعد (٣/٢٨٣)، وانظر: «تاريخ عمارة الحرم المكي» لفوزية مطر (ص٨٨).

([3])   «خلاصة الوفاء» للسمهودي (ص٢٥٦).

([4])   «الطبقات الكبرىٰ» لابن سعد (٤/٢١)، «الدرة الثمينة في أخبار المدينة» بابن النجار (ص٢١٢ ــــ ٢١٤).

([5])   عشرون ذراعاً تعادل ١٠ أمتار تقريباً، وسبعون تعادل ٣٥ متر تقريباً، ومئة وأربعون تعادل ٧٠ متراً، ومئة وعشرون تعادل ٦٠ متراً.

([6])   «عصر الخلاقة الراشدة» للعمري (ص٢٢٧).

([7])   «خلاصة الوفاء» للسمهودي (ص٢٥٨).