مَواقفُ بطوليةٌ:

  قام عِكْرِمَةُ بنُ أبي جَهلٍ يومَ اليَرْمُوك، فقالَ: قَاتلتُ رَسُولَ  الله في مواطنَ وأفرُّ منكمُ اليومَ؟ ثُمَّ نَادىٰ: مَنْ يُبايعُ علىٰ الموتِ. فبايعَهُ عَمُّهُ الحارثُ بنُ هِشَامٍ، وضرارُ بنُ الأزور، ومعهما أربعمئة مِن فُرسانِ المُسْلِمينَ، وقاتلوا قِتَالاً مَريراً حتّىٰ قُتلَ كثيرٌ منهم. وقد ذكرَ المؤرِّخون أنّهم لما صُرِعوا استسقوا الماءَ، فجيءَ إليهم بشربةٍ، فصار كُلُّ واحدٍ منهم يُؤثرُ أخاهُ علىٰ نفسهِ، حتّىٰ ماتوا جَمِيعاً ولَـمْ يشربْ منهم أحدٌ([1]). وأخذَ المُسْلِمونَ (كنيسة يوحنا) فقسموها نصفينِ، وجعلوا نصفَها (مَسْجَداً) ونصفَها الآخرَ (كنيسةً)، والمسجدُ يُسَمّىٰ اليومَ بـ (جامعِ دِمَشْقَ).

 

([1])    «تاريخ الطبري» أحداث ١٣هـ، «والبداية والنهاية» أحداث ١٣هـ.