أسدٌ وغطفانُ:

  لَمّا قدم وفدُ أَسَدٍ وغطفانَ علىٰ أبي بَكْرٍ يسألونه الصُّلحَ، خيَّرهم بين حَربٍ مُجليةٍ أو حطة مُخزيةٍ، فقالوا: يا خليفةَ رَسُولِ  الله! أما الحربُ المجليةُ فقد عرفناها، فما الحطةُ المخزيةُ؟ قالَ: تؤخذُ منكمُ الحَلْقةُ([1]) والكُرَاعُ([2])، وتُتْرَكُونَ أقواماً يتّبعونَ أذنابَ الإبلِ حتّىٰ يُرِيَ  اللهُ خليفةَ نَبِيِّهِ والمُؤْمِنِينَ أَمْراً يعذرونكم به، وتؤدّون ما أَصبتم منا ولا نؤدِّي ما أصبنا منكم، وتشهدون أنَّ قتلانا في الجَنَّةِ وأنَّ قتلَاكم في النارِ([3]). فقالَ عُمَرُ: أمّا قولُكَ: «تدون قَتْلانا»؛ فإنَّ قتلَانَا قُتِلوا علىٰ أمرِ  الله لا دِيَّاتَ لهم.

 

([1])    الحَلْقة: السلاحُ عامة، وقيل: هي الدروعُ خاصة. «لسان العَرَب» (١٠/٦٥).

([2])   الكراع: السلاح، وقيل: اسمٌ يجمعُ الخيلَ والسلاح. «لسان العَرَب» (٨/٣٠٧).

([3])   «البداية والنهاية» (٦/٣٢٣).