صفته الخَلْقية ﷺ
15-03-2023
1 ــ عن عائشة رضي الله عنها قالت: دخل النبي ﷺ عليها يوماً مسروراً وأسارير وجهه تبرق([1]).
2 ــ عن امرأة من همدان قالت: حججت مع النبي ﷺ فرأيته علىٰ بعير له يطوف في الكعبة بيده محجن. قال أبو إسحاق السبيعي: شبّهيه. قالت: القمر ليلة البدر، لم أر قبله ولا بعده مثله([2]).
3 ــ وعن الرُّبَيّع بنت معوّذ قيل لها: صفي لنا رسول الله ﷺ. قالت: لو رأيتَه قُلْتَ: الشمس طالعة([3]).
4 ــ وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان رسول الله ﷺ رَبْعَة من القوم ليس بالطويل البائن ولا بالقصير، أزهر اللون ليس بالأبيض الأمهق([4]) ولا آدم، وليس بجعد قطط ولا بالسّبَط، بُعث علىٰ رأس أربعين سنة، وتوفي وهو ابن ستين سنة وليس في رأسه ولا لحيته عشرون شعرة بيضاء([5])، والصحيح أنه توفي عن ثلاث وستين سنة.
5 ــ وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: كان النبي ﷺ ضليع الفم([6]) أشكَل العينين([7]) منهوس العقبين([8]) ([9]).
6 ــ وعن أنس بن مالك رضي الله عنه وقد سئل عن شعر النبي ﷺ قال: كان لا سبط ولا جعد بين أذنيه وعاتقه([10]).
7 ــ وقال كذلك: كان شعر رسول الله ﷺ يضرب منكبيه([11]). وفي رواية: أنه كان إلىٰ أنصاف أذنيه([12]).
8 ــ عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: كان النبي ﷺ مربوعاً، بعيد ما بين المنكبين يبلغ شعره شحمة أذنيه، عليه حُلَّة حمراء ما رأيت شيئاً أحسن منه([13]).
9 ــ وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: ما مَسَسْتُ بيدي ديباجاً ولا حريراً ولا شيئاً ألين من كف رسول الله ﷺ، ولا شممت رائحة قط أطيب من ريح رسول الله ﷺ([14]).
10 ــ لما قيل لأم معبد: صفي لنا رسول الله ﷺ قالت: رجل ظاهر الوضاءة، أبلج([15]) الوجه، حسن الخَلْق، لم تُعبْه فَجْلة([16])، ولم تزرِ به صعلة([17])، وسيم قسيم([18])، في عينيه دعج، وفي أشفاره وطف([19])، وفي صوته صحل([20])، وفي عنقه صطع([21])، وفي لحيته كثافة، أزج([22]) أقرن، إن صمت فعليه الوقار، وإن تكلم سما وعلاه البهاء، أجمل الناس وأبهاهم من بعيد، وأحسنه وأحلاهم من قريب، حلو المنطق، فصل لا نزر ولا هذر، كأن منطقه خرزات نظم يتحدرن، ربعة لا يائس من طول ولا تقتحمه عين من قصر، غصن بين غصنين فهو أنظر الثلاثة منظراً([23])، وأحسنهم قدراً، له رفقاء يحفّون به، وإن قال أنصتوا لقوله، وإن أمر تبادروا لأمره، محمود محشود لا عابس ولا مفند([24]).
وهنا يأتي حديث: «من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل بي»([25]).
فرؤية النبي ﷺ في المنام لا يترتب عليها شيء من الأحكام، إلا أن المسلم يفرح بذلك، قال الإمام أحمد: «رؤيا المؤمن تسره ولا تغره»([26])، ولكن الذي يجب أن نتنبه إليه ألا وهو: قوله: «فإن الشيطان لا يتمثل بي». أي بصفته المعروفة، فلا يمكن لأحد أن يجزم أنه رأىٰ النبي ﷺ وهو لا يعرف صفته الخَلقية ﷺ.
([1]) نقله عنه الحافظ ابن حجر في «فتنح الباري» (6/582).
([2]) أخرجه البخاري (3555)، ومسلم (1459).
([3]) أخرجه الفاكهي في «أخبار مكة» (466).
([6]) أخرجه البخاري (3547)، ومسلم (2347).
([11]) أخرجه البخاري (5905)، ومسلم (2338).
([14]) أخرجه البخاري (3551)، ومسلم (2337).
([15]) أخرجه البخاري (3561)، ومسلم (2330).
([23]) الحاجب الرقيق في الطول.
([24]) النبي ﷺ وأبو بكر، عبد الله بن أريقط.
([25]) أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» (4/48).
([26]) أخرجه البخاري (110)، ومسلم (2266)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.