وفد نجران
14-03-2023
قدم علىٰ رسول الله ﷺ وفد نصارىٰ نجران وهم ستون راكباً، منهم أربعة وعشرون من أشرافهم، فمنهم: العاقب أمير القوم وذو رأيهم وصاحب مشورتهم، والذي لا يصدرون إلا عن رأيه وأمره، واسمه عبد المسيح، ومعه آخر وهو صاحب رحلهم ومجتمعهم واسمه الأيهم، وأبو حارثة ابن علقمة أحد بكر بن وائل وهو أُسْقُفهم وحَبْرهم وإمامهم وصاحب مِدراسهم([1]). وكان أبو حارثة قد شرف فيهم ودرس كتبهم حتىٰ حَسُن علمه في دينهم، وكانت ملوك الروم من أهل النصرانية قد شَرَّفوه ومَوَّلوه وبنوا له الكنائس.
فلما توجهوا إلىٰ رسول الله ﷺ، جلس أبو حارثة علىٰ بغلة له متوجهاً إلىٰ رسول الله ﷺ وإلىٰ جنبه أخ له يقال له: كرز بن علقمة يسايره، إذ عثرت بغلة أبي حارثة، فقال له كرز: تعس الأبعد([2])، فقال له أبو حارثة: بل أنت تعست.
فقال له: لمَ يا أخي؟ فقال أبو حارثة: والله إنه للنبي الذي كنا ننتظره. قال له كرز: فما يمنعك وأنت تعلم هذا؟ قال: ما صنع بنا هؤلاء القوم، ولو فعلت نزعوا منا كل ما ترىٰ.