ممن أُسِر عند النبي ﷺ أخته الشيماء، وهذه الشيماء بنت الحارث بن عبد العزىٰ، أرضعتها مع النبي ﷺ حليمة السعدية، وكانت مع السبي، فجاءت إلىٰ رسول الله ﷺ، فقالت: إنّي أختك من الرضاعة. فقال: «وما علامة ذلك؟». قالت: عضة عضضتنيها في ظهري، وأنا متوركتك([1]).

فعرف رسول الله ﷺ العلامة، فبسط لها رداءه وأجلسها عليه، وخيرها قال: «إن أحببت الإقامة عندي فعندي محببة مكرمة، وإن أحببت أن أمتّعك فترجعي إلىٰ قومك». فقالت: بل تمتعني وتردني إلىٰ قومي. ففعل ﷺ([2]).

ثم أسلمت فأعطاها رسول الله ﷺ ثلاثة أعْبدٍ وجارية، ونعماً وشاءً وسماها حذافة، أما الشيماء فهو لقب لها رضي الله عنها.

 

([1])             فوقك.

([2])            «السيرة» لابن هشام (2/457).