بعد أن باغت المشركون ــ بقيادة مالك بن عوف ــ المسلمين، وجاءتهم السهام من كل مكان، وصارت الإبل يركب بعضها بعضاً، والخيل تنفر، انهزم بعض المسلمين ولا يدرون أين يذهبون، وبقي النبي ﷺ لم يَفِرْ ومن معه، ولن يَفِر، فإن الرسول ﷺ فعل العجب، فالمسلمون يفرون والمشركون يهاجمون، وهو يهجم علىٰ المشركين ﷺ يقول: «أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب»([1]).

وأبو سفيان بن الحارث ابن عم النبي ﷺ كان آخذاً بلجام بغلته، والعباس بركابه يمنعون بغلة النبي ﷺ أن تتقدم والنبي يكرر ويقول: «أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب».

فهذه الشجاعة لا يمكن أن تكون لأحد إلا لرسول الله ﷺ.

قال البراء بن عازب رضي الله عنه: كنا والله إذا احمر البأس([2])، نتقي به، وإن الشجاع منّا من يحاذيه([3]).

 

([1])             أخرجه البخاري (2864)، ومسلم (776).

([2])            أي اشتد.

([3])            أخرجه مسلم (1776).