غزوة ذات السلاسل سنة (8 هـ)
13-03-2023
أراد النبي ﷺ أن يؤدب بعض قبائل العرب التي شاركت الروم في قتالهم للمسلمين، فعقد النبي ﷺ لعمرو بن العاص لواءً أبيض، وجعل معه راية سوداء، وبعثه في ثلاثمئة من سُراة المهاجرين والأنصار([1]) ومعهم ثلاثون فرساً، وأمره بأن يستعين بمن مرّ به من قبائل: بِلا، وعذرا، وبلقين، وهي قبائل عربية علىٰ الطريق.
فسار الليل وَكَمَن النهار، فلما قرب من القوم بلغه أن لهم جمعاً كثيراً، فبعث رافع بن مكيث إلىٰ رسول الله ﷺ يستمدّه، فأرسل إليه النبي ﷺ أبا عبيدة في مئتين، وعقد له اللواء، وبعث معه أبا بكر وعمر، وأمرهم أن يلحقوا بعمرو بن العاص، وأن يكونوا جميعاً ولا يختلفوا.
فلما لحق أبو عبيدة بعمرو بن العاص اختلفا في الإمامة فقال عمرو: أنا القائد وأنت جئت مدداً. فقال أبو عبيدة: كما تقول، لئن عصيتني لأطيعنك. فكان عمرو بن العاص هو القائد.
فدخل عمرو بلاد قضاعة، فدوخها حتىٰ أتىٰ أقصىٰ بلادهم، ولقي جمعاً فقام عليهم بالسلاح فتفرقوا، ورجعوا بدون قتال، فوضعوا شيئاً من الهيبة في قلوب الكفار.