حذيفة رضي الله عنه وليلة الأحزاب
13-03-2023
قال حذيفة رضي الله عنه: رأيتنا مع الرسول ﷺ ليلة الأحزاب، وأخذتنا ريح شديدة وقر([1])، فقال رسول الله ﷺ: «ألا رجل يأتيني بخبر القوم، جعله الله معي يوم القيامة؟». فسكتنا ولم يجبه منا أحد، ثم قال: «ألا رجل يأتينا بخبر القوم، جعله الله معي يوم القيامة؟». فسكتنا فقال: «قم يا حذيفة فائتني بخبر القوم». قال: فلم أجد بُداً إذ دعاني باسمي أن أقوم. قال: «اذهب وائتني بخبر القوم، ولا تذعرهم عليَّ»([2])، فلما وليت من عنده جعلت، كأنما أمشي في حمّام([3]) ما أشعر بالبرد. وهذا تثبيت من الله عز وجل. قال: حتىٰ أتيتهم فرأيت أبا سفيان يَصْلي ظهره بالنار([4])، فوضعت سهماً في كبد القوس وأردت أن أرميه، فتذكرت قول الرسول ﷺ: «لا تذعرهم عليّ»، ولو رميته لأصبته.
سبحان الله! فالله أراد لأبي سفيان أن يَسْلَم ويُسْلم.
قال: فرجعت وأنا أمشي أيضاً في مثل الحمّام، فلما أتيت أخبرته بخبرهم، فلما فرغت قررت([5])، فألبسني رسول الله ﷺ من فضل عباءة كانت عليه يُصَلِّي فيها، فلم أزل نائماً حتىٰ أصبحت، فلمّا أصبحت قال: «قم يا نومان([6])»([7]).
([2]) أي لا تهيجهم، فقط انظر وارجع.
([3]) الحمام: هو المكان الذي يغتسل فيه الناس، وكانت موجودة بالشام، وهو غير الخلاء الذي تسميه العرب بالحُش.