موقف شجاع
13-03-2023
وأراد ﷺ أن يصالح فزارة وغطفان وغيرهما، فقال لسعد بن معاذ وسعد ابن عبادة ــ وكانا سيدي الأوس والخزرج ــ: ما تقولان نعطي غطفان ثلث ثمار المدينة علىٰ أن يرجعوا؟ لأن غطفان تمثل أربعة آلاف من عشرة آلاف وقريش أربعة آلاف، وبقية القبائل الذين جاؤوا مع قريش يمثلون ألفين، فقالا: يا رسول الله، إن كان الله أمرك بهذا فسمعاً وطاعة، وإن كان شيئاً تصنعه لنا فلا حاجة لنا فيه، قد كنا نحن وهؤلاء علىٰ الشرك، ووالله يا رسول الله لا يطمعون أن يأكلوا منّا ثمرة إلا ببيع أو قرىٰ([1])، فكيف وقد أعزنا الله بالإسلام؟! أفحين أن أكرمنا الله بالإسلام وهدانا له وأعزنا بك نعطيهم أموالنا؟! لا والله يا رسول الله لا نعطيهم إلا السيف.
وهذه شجاعة نادرةٌ، يحاصرون بعشرة آلاف وهم قلة، وخيانة وغدر من الداخل، وجوع، ويستطيعون خلال هذا الاتفاق أن يصرفوا عنهم أربعة آلاف ولكنهم يأبون.
فصوّب الرسول ﷺ رأيهما وقال: «والله ما أصنع ذلك إلا أني رأيت أن العرب قد رمتكم عن قوس واحدة»([2]).