بطولات في أحد
13-03-2023
1 ــ طلحـة بن عبيـد الله رضي الله عنه: دافـع عـن النبي ﷺ حتىٰ شُلّت يمينه، وقال قيس بن أبي حازم: رأيت يد طلحة شّلاء وقىٰ بها النبي ﷺ يوم أحد. وقال النبي ﷺ عن طلحة: «من أراد أن ينظر إلىٰ شهيد يمشي علىٰ وجه الأرض؛ فلينظر إلىٰ طلحـة بن عبيد الله»([1]). وكان أبو بكر إذا ذكر يوم أحد قال: ذاك اليوم كله لطلحة.
2 ــ أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه: رُمي النبي ﷺ في وجنته، ودخل المغفر([2]) في خده، فجاء أبو بكر مع طلحة بن عبيد الله، فأراد أبو بكر أن ينـزع المغفر عن وجه النبي ﷺ، فقال أبو عبيدة: ناشدتك بالله إلا تركتني فأخذ بفيه ــ أي بفمه ــ فجعل ينضضه ــ أي يحركه ــ يسيراً كراهية أن يؤذي رسول الله ﷺ، ثمّ استله بفمه فسقطت ثنيته رضي الله عنه([3])، ولما سقطت أسنان أبي عبيدة قال النبي ﷺ: «دونكم أخاكم فقد أوجب([4])»([5]) أي لما فعل للنبي ﷺ.
3 ــ أبو طلحة رضي الله عنه: قال أنس: لما كان يوم أحد انهزم الناس عن النبي ﷺ وأبو طلحة بين يديه، وكان أبو طلحة رجلاً رامياً شديد النـزع([6])، فكان يمر عليه الرجل ومعه الجعبة([7])، فيقول له النبي ﷺ: «انثرها لأبي طلحة». ويشرف النبي ﷺ وأبو طلحة يرمي، ثمّ يصد عن النبي ﷺ ويقول: بأبي أنت وأمي ألا تشرف، لا يصبك سهم من سهام القوم، نحري دون نحرك([8]).
4 ــ أبو دجانة رضي الله عنه: حين قصد المشركون قتل النبي ﷺ قام أبو دجانة فترّس علىٰ النبي بظهره([9])، أي احتضن النبي ﷺ وجعل ظهره للرمي.
وقد أنـزل الله تبارك وتعالىٰ في هذه المعركة آيات في سورة آل عمران: ﴿وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ ٱللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي ٱلْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ ٱلدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ ٱلْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَٱللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ﴾ [آل عِمرَان: 152].
([2]) وهو غطاء الرأس من الحديد.
([5]) أخرجه ابن حبان في «صحيحه» (6980)، والضياء في «المختارة» (49).