وهكذا بقي رسول الله ﷺ في بني سعد، حتىٰ إذا كانت السنة الرابعة من عمره أو الخامسة وقع حادث عجيب. وذلك أن النبي ﷺ أتاه جبريل وهو يلعب مع الغلمان، فأخذه فصرعه فشق عن قلبه، فاستخرج القلب واستخرج منه علقة، فقال: هذا حظ الشيطان منك، ثمّ غسله([1]) في طست من ذهب بماء زمزم ثمّ لَأَمه([2]).

وجاء الغلمان يسعون إلىٰ أمّه([3]) فقالوا: إن محمداً قد قتل؛ لأنهم رأوا الملك جاء إليه وشق صدره وأخرج قلبه، فخرجت حليمة مع زوجها ينظران إلىٰ مقتل النبي ﷺ، فوجداه قائماً ﷺ ولكنه منتقع اللون([4]).  لأن هذا الأمر غريب بالنسبة إليه ﷺ، وهذه آية من آيات الله تبارك وتعالىٰ، والله جلّ وعلا علىٰ كل شيء قدير. وعندها خافت حليمة علىٰ النبي ﷺ فردته إلىٰ أمه.

 

([1])             القلب.

([2])            أعاده إلىٰ مكانه.

([3])            حليمة.

([4])            انظر: «سيرة ابن هشام» (1/162).