شُجَّتْ بذي شَبِمٍ منْ ماءِ محنيَةٍ ... صافٍ بأبطحَ أضحَى وهْوَ مشمولُ

[قولُهُ:] شُجَّتْ؛ [أيْ]: مُزجتْ، يقالُ: شجَجْتُ الخمرَ إذا مزَجْتُها، أشْتَجُّها شجًّا، وكذلكَ قَتَلْتُها أقتلُها قتلاً، كأنَّكَ كسَرْتَ حِدَّتَها بالماءِ.
(وذُو شَبِمٍ): ذو بَرْدٍ، يعني ماءً بارداً، والشَّبَمُ: البردُ، والشَّبِمُ: الباردُ.
(ومحنيَةٌ) مَفْعَلةٌ من: حنوتُ أحْنُو إذا عطفتُ، وكلُّ كلمةٍ كانتْ لامُها واواً ووقعتْ رابعةً وقبْلَها كسرةٌ قُلِبَتْ ياءً، نحوُ غازيَةٍ ومحنيَةٍ، وأصْلُهُما غَازُوَةٌ ومحنوةٌ، فقُلِبَت الواوُ فيهما ياءً لَمَّا وقعتْ رابعةً وقبلها كسرةٌ، وهذا عقدٌ من عقودِ التصريفِ.
(والمحنيَةُ): ما انعطفَ من الوادِي.
(وصافٍ) من: صَفَا الماءُ (لصفائِهِ من القَذَى). (والأبطحُ) ما اتَّسعَ من بطونِ الأوديَةِ.
(والمشمولُ) الذي أصابَتْهُ الشمالُ، وقولُهُ: (وهوَ مشمولُ) جملةٌ مركَّبةٌ من مبتدأٍ وخبرٍ، وهيَ في موضعِ نصبٍ؛ لأنَّها خبرُ أضحَى، واسمُ أضحى مضمرٌ فيها، ومعناهُ أنَّهُ وصفَ الراحَ التي عُلَّ بها ظُلمُ هذهِ المرأةِ الموصوفةِ بأنَّها شُجَّتْ بماءٍ باردٍ صافٍ قدْ ضَرَبَتْهُ الشمالُ في أبطُحِ وادٍ فهوَ أبْرَدُ لهُ وأصفَى.