هي أُمُّ الحَسَنَيْنِ فاطِمَةُ بِنْتُ سَيِّدِ وَلَدِ آدَمَ رَسولِ الله ﷺ أبي القاسِمِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِاللهِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ بْنِ هاشِمِ بْنِ  عَبْدِ مَنافٍ، القُرَشيةُ الهاشِميةُ.

وأمُّها سَيِّدَةُ نِساءِ العالَمينَ، أُمُّ القاسِمِ خَديجَةُ بِنْتُ خويْلِدِ ابْنِ أسَدِ ابْنِ عَبْدِ العُزَّى بْنِ قُصَيِّ بْنِ كِلأبٍ، القُرَشيةُ الأسَديةُ  رضي الله عنها، أُمُّ أوْلأدِ رَسولِ اللهِ، وأوَّلُ مَنْ آمَنَ بِهِ وَصَدَّقَهُ قَبْلَ كُلِّ أحَدٍ([1]).

هي سَيِّدَةُ نِساءِ أهْلِ الجَنَّةِ، وَمِمَّنْ كَمُلَ مِن النِّساءِ، وَلَمْ يَكْمُلْ مِن النِّساءِ إِلّا قَليلٌ.

وَهي أصْغَرُ بَناتِ النبي ﷺ وأحَبَّهُنَّ إِلَيْهِ. وُلِدَتْ قَبْلَ مَبْعَثِ النبي ﷺ بِسِنينَ قَليلَةٍ.

هاجَرَتْ إِلى المَدينَةِ في السَّنَةِ الأولَى مِن الهِجْرَةِ مَعَ أُخْتِها أُمِّ كُلْثومٍ، وأمِّ المُؤْمِنينَ سَوْدَةَ، وأمِّ أيْمَنَ، وَعائِشَةَ  رضي الله عنهم، وآلِ أبي بَكْرٍ. وَكانَ مَعَهُنَّ في هِجْرَتِهِنَّ زَيْدُ بْنُ حارِثَةَ، وأبو رافِعٍ مَوْلَى رَسولِ الله ، وَعَبْدُاللهِ بْنُ أبي بَكْرٍ  رضي الله عنهم([2]).

تَزَوَّجَها عَليُّ بْنُ أبي طالِبٍ  رضي الله عنه في السَّنَةِ الثّانيةِ مِن الهِجْرَةِ بَعْدَ وَقْعَةِ بَدْرٍ، قالَ عَلي  رضي الله عنه: «كانَتْ لي شارِفٌ مِنْ نَصيبي مِن المَغْنَمِ يَوْمَ بَدْرٍ، وَكانَ النبي ﷺ أعْطاني شارِفاً مِنْ الخُمُسِ. فَلَمّا أرَدْتُ أنْ أبْتَني بِفاطِمَةَ بِنْتِ رَسولِ الله ﷺ واعَدْتُ رَجُلاً صَوّاغاً مِنْ بَني قَيْنُقاعَ أنْ يَرْتَحِلَ مَعي فَناتي بِإِذْخِرٍ؛ أرَدْتُ أنْ أبيعَهُ الصَّوّاغينَ وأسْتَعينَ بِهِ في وَليمَةِ عُرْسي...»([3]).

كانَ لَها أرْبَعَةٌ مِن الوَلَدِ: الحَسَنُ، والحُسَيْنُ، وأمُّ كُلْثومٍ ــ وَقَدْ تَزَوَّجَها عُمَرُ ــ وَرُقَيَّةُ وَكانَتْ عِنْدَ عَبْدِاللهِ بْنِ جَعْفَرٍ  رضي الله عنهم أجْمَعينَ.

كانَ يُقالُ لَها: أُمُّ أبيها؛ فإنَّها  رضي الله عنها كانَتْ إِذا دَخَلَ عَلَيْها النبي ﷺ قامَتْ إِلَيْهِ وَقَبَّلَتْهُ وأجْلَسَتْهُ مَكانَها، وَكانَ إِذا دَخَلَتْ عَلَيْهِ فَعَلَ كَما كانَتْ تَفْعَلُ بِهِ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ.

 

([1])       انظرْ: «سيرَ أَعْلامِ النُّبَلاءِ» (2/119، 109).

([2])      انظرْ: «البِدايَةَ والنِّهايَةَ» (3/202).

([3])      أَخْرَجَهُ البُخاري (2925)، وَمُسْلِمٌ (1979).