حَجَّتْ  رضي الله عنها مَعَ النبي ﷺ فَحاضَتْ، فَنَسَكَتْ المَناسِكَ كُلَّها غَيْرَ أنَّها لم تَطُفْ بِالبَيْتِ. فَلَمّا طَهُرَتْ  رضي الله عنها وَطافَتْ بِالْبَيْتِ قالَتْ لِلنَّبي : «تَنْطَلِقونَ بِحَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ وانْطَلِقُ بِحَجٍّ»؟ فأمَرَ عَبْدالرَّحْمَنِ ابْنَ أبي بَكْرٍ أنْ يَخْرُجَ مَعَها إِلَى التَّنْعيمِ فاعْتَمَرَتْ بَعْدَ الحَجِّ([1]).

وَعَنْ عَبْدِالله بْنِ أبي موسَى قالَ: «أرْسَلَني مُدْرِكٌ أوْ ابْنُ مُدْرِكٍ إِلى عائِشَةَ أسْألُها عَنْ أشْياءَ ــ قالَ: ــ فأتَيْتُها فإذا هي تُصَلّي الضُّحَى، فَقُلْتُ: أقْعُدُ حَتَّى تَفْرُغَ. فَقالوا: هَيْهاتَ»([2]).

وَعَن الْقاسِمِ «أنَّ عائِشَةَ كانَتْ تَصومُ الدَّهْرَ وَلا تُفْطِرُ إِلّا يَوْمَ أضْحى أوْ يَوْمَ فِطْرٍ»([3]).

وَعَنْهُ أيْضاً أنَّهُ قالَ: «كُنْتُ إِذا غَدَوْتُ أبْدأ بِبَيْتِ عائِشَةَ أُسَلِّمُ عَلَيْها، فَغَدَوْتُ يَوْماً فإذا هي قائِمَةٌ تُسَبِّحُ وَتَقْرأ: ﴿فَمَنَّ ٱللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ ٱلسَّمُومِ﴾ [الطور: 27]، وَتَدْعو وَتَبْكي وَتُرَدِّدُها. فَقُمْتُ حَتّى مَلَلْتُ القيامَ، فَذَهَبْتُ إِلى السّوقِ لِحاجَتي، ثُمَّ رَجَعْتُ فإذا هي قائِمَةٌ كَما هي تُصَلّي وَتَبْكي»([4]).

 

([1])       أَخْرَجَهُ البُخاري (1568)، وَمُسْلِمٌ بِنَحْوِهِ (1211) مِنْ حَديثِ جابِرٍ  رضي الله عنه.

([2])      أَخْرَجَهُ أحْمَدُ (6/125).

([3])      أَخْرَجَهُ الفِرْيابي في «الصّيامِ» (ص101).

([4])      صِفَةُ الصَّفْوَةِ (2/31).