قالَتْ  رضي الله عنها: «دَخَلَتِ امْراةٌ مَعَها ابْنَتانِ لَها تَسْألُ فَلَمْ تَجِدْ عِنْدي شَيْئاً غَيْرَ تَمْرَةٍ فأعْطَيْتُها إياها، فَقَسَمَتْها بَيْنَ ابْنَتَيْها وَلَمْ تأكُلْ مِنْها ثُمَّ قامَتْ فَخَرَجَتْ. فَدَخَلَ النبي ﷺ عَلَيْنا فأخْبَرْتُهُ. فَقالَ: «مَنْ ابْتُلي مِنْ هَذِهِ البَناتِ بِشَيْءٍ كُنَّ لَهُ سِتْراً مِنْ النّارِ»([1]).

وَعَنْها  رضي الله عنها أنَّها قالَتْ: «ما شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ  مِنْ خُبْزِ بُرٍّ فَوْقَ ثَلاثٍ»([2]).

وَعَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ  رضي الله عنه أنَّهُ قالَ: «كانَتْ لا تُمْسِكُ شَيْئاً مِمّا جاءَها مِنْ رِزْقِ الله إِلّا تَصَدَّقَتْ»([3]).

وَعَنْهُ أيْضاً أنَّ مُعاويةَ بَعَثَ إِلَى عائِشَةَ رَضي اللهُ تَعالى عَنْها بِمِئَةِ ألْفٍ، فَواللهِ ما غابَت الشَّمْسُ عَنْ ذَلِكَ اليَوْمِ حَتَّى فَرَّقَتْها. قالَتْ مَوْلاةٌ لَها: لَو اشْتَرَيْتِ لَنا مِنْ هَذِهِ الدَّراهِمِ بِدِرْهَمٍ لَحْماً. فَقالَتْ: «لَوْ قُلْتِ قَبْلَ أنْ أُفَرِّقَها لَفَعَلْتُ»([4]).

وَعَنْ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ أُمِّ ذَرَّةَ ــ وَكانَتْ تَغْشَى عائِشَةَ ــ قالَتْ: بُعِثَ إِلَيْها بِمالٍ في غِرارَتَيْنِ، قالَتْ: أُراهُ ثَمانينَ أوْ مِئَةَ ألْفٍ، فَدَعَتْ بِطَبَقٍ وَهي يَوْمَئِذٍ صائِمَةٌ، فَجَلَسَتْ تَقْسِمُ بَيْنَ النّاسِ، فأمْسَتْ وَما عِنْدَها مِنْ ذَلِكَ دِرْهَمٌ، فَلَمّا أمْسَتْ قالَتْ: «يا جاريةُ، هَلُمّي فِطْري». فَجاءَتْها بِخُبْزٍ وَزَيْتٍ، فَقالَتْ لَها أُمُّ ذَرَّةَ: أما اسْتَطَعْتِ مِمّا قَسَمْتِ اليَوْمَ أنْ تَشْتَري لَنا لَحْماً بِدِرْهَمٍ نُفْطِرُ عَلَيْهِ؟ قالَتْ: «لا تُعَنِّفيني، لَوْ كُنْتِ ذَكَّرْتيني لَفَعَلْتُ»([5]).

وَعَنْ عَطاء «أنَّ عائِشَةَ بَعَثَ إِلَيْها مُعاويةُ قِلادَةً قومَتْ بِمِئَةِ ألْفٍ، فَقَبِلَتْها وَقَسَّمَتْها بَيْنَ أُمَّهاتِ المُؤْمِنينَ»([6]).

وَقالَ عُرْوَةُ: «لَقَدْ تَصَدَّقَتْ ــ يَعْني عائِشَةَ ــ بِسَبْعينَ ألْفاً، وإنَّ دِرْعَها لَمُرَقَّعٌ»([7]).

وَعَنْ يَحْيَى بْنِ سَعيدٍ أنَّهُ قالَ: «توفّي عَبْدُالرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ في نَوْمٍ نامَهُ، فأعْتَقَتْ عَنْهُ عائِشَةُ زَوْجُ النبي ﷺ رِقاباً كَثيرَةً»([8]).

 

([1])       أَخْرَجَهُ البُخاري (1352)، وَمُسْلِمٌ (2629).

([2])      أَخْرَجَهُ البُخاري (5122)، وَمُسْلِمٌ (2970).

([3])      أَخْرَجَهُ البُخاري (3314).

([4])      أَخْرَجَهُ أبو نُعَيْمٍ في «الحِلْيَةِ» (2/47).

([5])      أَخْرَجَهُ أبو نُعَيْمٍ في «الحِلْيَةِ» (2/47).

([6])      أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبي شَيْبَةَ في «المُصَنَّفِ» (4/296).

([7])       أَخْرَجَهُ ابْنُ المُبارَكِ (ص260)، وأحْمَدُ (ص265) كِلاهُما في«الزُّهْدِ»، و ابْنُ أَبي شَيْبَةَ في «المُصَنَّفِ» (8/192)، وأبو نُعَيْمٍ في «الحِلْيَةِ» (2/47).

([8])      أَخْرَجَهُ مالِكٌ في الموطّأ (2/779).