أقوال العلماء فيه:

قال الذهبي: «كان خليقًا للإمارة، شريفًا، مهيبًا، شجاعًا، حليمًا، جوادًا، كثير المحاسن، على هنات له، فالله يسامحه ويعفو عنه، فهو أول الملوك، ومن أكبرهم وأحْزَمِهم»([1]).

وقال ابن كثير: «كان حليمًا وقورًا رئيسًا سيدًا في الناس، كريمًا عادلًا شهمًا([2]).

قال ابن تيمية: «جرى بعد موتِ معاوية من الفتن والفُرقة والاختلاف ما ظهر به مصداق ما أخبر به النبي ﷺ، حيث قال: «سيكون نبوةٌ ورحمةٌ، ثم يكون خلافةُ نبوةٍ ورحمة، ثم يكون ملكٌ ورحمة، ثم يكون ملكٌ عضوضٌ». فكانت نبوة النبيظٱشممش.ظ،ﷺ نبوة ورحمة، وكانت خلافة الخلفاء الراشدين خلافة نبوة ورحمة، وكانت إمارةُ معاويةَ ملكاً ورحمة، وبعده وقع ملكٌ عضوض»([3]).

بعض ما رُوي من أقوال معاوية رضي الله عنه:

عن جويرية بن أسماء، قال: قال معاوية: إني لأرفع نفسي من أن يكون ذنب أعظم من عفوي، وجهل أكثر من حلمي، أو عورة لا أواريها بستري، أو إساءة أكثر من إحساني([4]).

عن جويرية بن أسماء، قال: وقال معاوية: ما من شيء ألذّ عندي من غيظ أتجرعه([5]).

وفي زيادة: أرجو بذلك وجه الله([6]).

وعن عبد الله بن صالح، قال: قال معاوية: العقل والحلم أفضل ما أعطي العبد، فإذا ذُكِّر ذَكَر، وإذا أعطي شكر، وإذا ابتلي صبر، وإذا غضب كظم، وإذا قدر غفر، وإذا أساء استغفر، وإذا وعد أنجز([7]).

وروي عن معاوية أنه قال: لا أضع سيفي حيث يكفيني سوطي، ولا أضع سوطي حيث يكفيني لساني، ولو أن بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت. قيل: وكيف يا أمير المؤمنين؟ قال كانوا إذا مدوها خلّيتها، وإذا خلّوها مددتها([8]).

 

([1])     المقدمة الزهرا في إيضاح الإمامة الكبرى (ص106).

([2])    في البداية والنهاية (11/397).

([3])    جامع المسائل لابن تيمية (5/154).

([4])    أخرجه الطبري (5/335)، بسند صحيح.

([5])    أخرجه الطبري (5/336)، بسند صحيح.

([6])    أخرجه البلاذري (4/37).

([7])    أخرجه الطبري (5/336)، بسند صحيح.

([8])    تاريخ دمشق لابن عساكر (59/172).