قالَ  رضي الله عنه : «واللهِ ما نَزَلَتْ آيَةٌ إِلّا وَقَدْ عَلِمْتُ فيما أُنْزِلَتْ، وأيْنَ أُنْزِلَتْ، إِنَّ رَبّي وَهَبَ لي قَلْباً عَقولاً، وَلِساناً سَؤولاً»([1]).

وَقالَ عُمَرُ  رضي الله عنه: «أقْضانا عَلي»([2]).

وَحَمَلَهُ عِلْمُهُ وَخَشْيَتُهُ لله تَبارَكَ وَتَعالى عَلى عَدَمِ المُعامَلَةِ بِالمِثْلِ وَتَكْفيرِ الخَوارِجِ الَّذينَ كَفَّروهُ وَقاتَلوهُ، فَقَدْ سُئِلَ  رضي الله عنه عَنْ سَبَبِ قِتالِهِ الخَوارِجَ فَقيلَ لَهُ: أمُشْرِكونَ هُمْ؟ قالَ: «مِن الشِّرْكِ فَرّوا». قيلَ: أمُنافِقونَ هُمْ؟ قالَ: «إِنَّ المُنافِقينَ لا يَذْكُرونَ اللهَ إِلّا قَليلاً». قيلَ: فَما هُمْ؟ قالَ: «إِخْوانُنا بَغَوْا عَلَيْنا، فَقاتَلْناهُمْ بِبَغْيِهِمْ عَلَيْنا»([3]).

وَقالَ لِلْخَوارِجِ: «إِنَّ لَكُمْ عَلَيْنا ألّا نَمْنَعَكُمْ مَساجِدَنا ما لم تَخْرُجوا عَلَيْنا، وَلا نَمْنَعَكُمْ نَصيبَكُمْ مِنْ هَذا الفَيْءِ ما دامَتْ أيْديكُمْ مَعَ أيْدينا، وَلا نُقاتِلَكُمْ حَتَّى تُقاتِلونا»([4]).

 

([1])       أَخْرَجَهُ أبو نُعَيْمٍ في «الحِلْيَةِ» (1/68)، وابْنُ سَعْدٍ في «طَبَقاتِهِ» (2/338).

([2])      أَخْرَجَهُ البُخاري (4211).

([3])      أَوْرَدَهُ ابْنُ كَثيرٌ في البِدايَةِ والنِّهايَةِ (7/321).

([4])      البِدايَةُ والنِّهايَةُ (7/315 ــ 316).