فضائله:

شَهِدَ لَهُ النبي ﷺ بِالجَنَّةِ، فَقالَ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ: «أبو بَكْرٍ في الجَنَّةِ»([1]).

وَقالَ ﷺ: «أبو بَكْرٍ وَعُمَرُ سَيِّدا كُهولِ أهْلِ الجَنَّةِ مِن الأوَّلينَ والآخِرينَ، إِلّا النَّبيينَ والمُرْسَلينَ»([2]).

وَهو أحَبُّ النّاسِ إِلى النبي ﷺ ــ مِن الرِّجالِ ــ ؛ فَعَنْ عَمْرِو بْنِ العاصِ  رضي الله عنه أنَّ النبي ﷺ بَعَثَهُ عَلَى جَيْشِ ذاتِ السّلاسِلِ، فأتَيْتُهُ فَقُلْتُ: أيُّ النّاسِ أحَبُّ إِلَيْكَ؟ قالَ: «عائِشَةُ». فَقُلْتُ: مِن الرِّجالِ؟ فَقالَ: «أبوها». قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: «ثُمَّ عُمَرُ بْنُ الخَطّابِ». فَعَدَّ رِجالاً([3]).

وَكانَ عُمَرُ  رضي الله عنه يَقولُ: «أبو بَكْرٍ سَيِّدُنا وَخَيْرُنا وأحَبُّنا إِلَى رَسولِ الله »([4]).

وعَنْ أبي هُرَيْرَةَ  رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسولُ الله : «مَنْ أصْبَحَ مِنْكُم اليَوْمَ صائِماً»؟ قالَ أبو بَكْرٍ  رضي الله عنه: أنا. قالَ: «فَمَنْ تَبِعَ مِنْكُم اليَوْمَ جَنازَةً»؟ قالَ أبو بَكْرٍ  رضي الله عنه: أنا. قالَ: «فَمَنْ أطْعَمَ مِنْكُم اليَوْمَ مِسْكيناً»؟ قالَ أبو بَكْرٍ  رضي الله عنه: أنا. قالَ: «فَمَنْ عادَ مِنْكُم اليَوْمَ مَريضاً»؟ قالَ أبو بَكْرٍ  رضي الله عنه: أنا. فَقالَ رَسولُ الله : «ما اجْتَمَعْنَ في امْرِئٍ إِلّا دَخَلَ الجَنَّةَ»([5]).

وعَنْ أبي هُرَيْرَةَ  رضي الله عنه أنَّ رَسولَ الله  قالَ: «مَنْ أنْفَقَ زَوْجَيْنِ في سَبيلِ الله نودي مِنْ أبوابِ الجَنَّةِ: يا عَبْداللهِ، هَذا خَيْرٌ. فَمَنْ كانَ مِنْ أهْلِ الصَّلاةِ دُعي مِنْ بابِ الصَّلاةِ، وَمَنْ كانَ مِنْ أهْلِ الجِهادِ دُعي مِنْ بابِ الجِهادِ، وَمَنْ كانَ مِنْ أهْلِ الصّيامِ دُعي مِنْ بابِ الرَّيّانِ، وَمَنْ كانَ مِنْ أهْلِ الصَّدَقَةِ دُعي مِنْ بابِ الصَّدَقَةِ». فَقالَ أبو بَكْرٍ  رضي الله عنه: بِأبي أنْتَ وأمّي يا رَسولَ اللهِ، ما عَلَى مَنْ دُعِيَ مِنْ تِلْكَ الأبوابِ مِنْ ضَرورَةٍ، فَهَلْ يُدْعَى أحَدٌ مِنْ تِلْكَ الأبوابِ كُلِّها؟ قالَ: «نَعَمْ، وأرْجو أنْ تَكونَ مِنْهُمْ»([6]).

وَقالَ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ: «ما نَفَعَني مالٌ قَطُّ ما نَفَعَني مالُ أبي بَكْرٍ»([7]).

وَهو أوَّلُ مَنْ جَمَعَ القُرْآنَ  رضي الله عنه.

وَفي يَوْمِ أُحُدٍ بَعْدَ انْتِهاءِ المَعْرَكَةِ قامَ أبو سُفْيانَ فَقالَ: أفي القَوْمِ مُحَمَّدٌ؟ فَقالَ: «لا تُجيبوهُ». فَقالَ: أفي القَوْمِ ابْنُ أبي قُحافَةَ؟ قالَ: «لا تُجيبوهُ». فَقالَ: أفي القَوْمِ ابْنُ الخَطّابِ؟ فَقالَ: إِنَّ هَؤُلاءِ قُتِلوا؛ فَلَوْ كانوا أحْياءً لأجابوا. فَلَمْ يَمْلِكْ عُمَرُ نَفْسَهُ فَقالَ: كَذَبْتَ يا عَدو اللهِ، أبْقَى اللهُ عَلَيْكَ ما يُخْزيكَ. قالَ أبو سُفْيانَ: اعْلُ هُبَلُ. فَقالَ النَّبي : «أجيبوهُ». قالوا: ما نَقولُ؟ قالَ: «قولوا: اللهُ أعْلَى وأجَلُّ». قالَ أبو سُفْيانَ: لَنا العُزَّى وَلا عُزَّى لَكُمْ. فَقالَ النَّبي : «أجيبوهُ». قالوا: ما نَقولُ؟ قالَ: «قولوا: اللهُ مَوْلانا وَلا مَوْلَى لَكُمْ»([8]).

قالَ ابْنُ القَيِّمِ رحمه الله: «لَمْ يَسْأل إلّا عَنْ هَؤُلاءِ الثَّلاثَةِ لِعِلْمِهِ وَعِلْمِ قَوْمِهِ أنَّ قِوامَ الإِسْلامِ بِهِمْ»([9]).

وَشَهِدَ المَشاهِدَ كُلَّها مَعَ النَّبي ، وَلازَمَهُ في الحَضَرِ والسَّفَرِ.

وَقالَ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ: «إِنَّ مِنْ أمَنِّ النّاسِ عَلَيَّ في صُحْبَتِهِ وَمالِهِ أبا بَكْرٍ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذاً خَليلاً غَيْرَ رَبّي لاتَّخَذْتُ أبا بَكْرٍ، وَلَكِنْ أُخوةُ الإِسْلام وَمَوَدَّتُهُ. لا يَبْقَيَنَّ في المَسْجِدِ بابٌ إِلّا سُدَّ إِلّا بابُ أبي بَكْرٍ»([10]).

وعَنْ أبي الدَّرْداءِ  رضي الله عنه قالَ: كُنْتُ جالِساً عِنْدَ النبي ﷺ إِذْ أقْبَلَ أبو بَكْرٍ آخِذاً بِطَرَفِ ثَوْبِهِ حَتَّى أبْدَى عَنْ رُكْبَتِهِ، فَقالَ النَّبي : «أمّا صاحِبُكُمْ فَقَدْ غامَرَ». فَسَلَّمَ وَقالَ: إِنّي كانَ بَيْني وَبَيْنَ ابْنِ الخَطّابِ شَيْءٌ فأسْرَعْتُ إِلَيْهِ ثُمَّ نَدِمْتُ، فَسألْتُهُ أنْ يَغْفِرَ لي فأبَى عَلَيَّ، فأقْبَلْتُ إِلَيْكَ. فَقالَ: «يَغْفِرُ اللهُ لَكَ يا أبا بَكْرٍ» ثَلاثاً. ثُمَّ إِنَّ عُمَرَ نَدِمَ فأتَى مَنْزِلَ أبي بَكْرٍ فَسألَ: أثَّمَ أبو بَكْرٍ؟ فَقالوا: لا. فأتَى إِلَى النبي ﷺ فَسَلَّمَ، فَجَعَلَ وَجْهُ النبي ﷺ يَتَمَعَّرُ حَتَّى أشْفَقَ أبو بَكْرٍ. فَجَثا عَلَى رُكْبَتَيْهِ فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، واللهِ أنا كُنْتُ أظْلَمَ مَرَّتَيْنِ. فَقالَ النَّبي : «إِنَّ اللهَ بَعَثَني إِلَيْكُمْ فَقُلْتُمْ: كَذَبْتَ، وَقالَ أبو بَكْرٍ: صَدَقَ، وَواساني بِنَفْسِهِ وَمالِهِ، فَهَلْ أنْتُمْ تارِكوا لي صاحِبي»؟ مَرَّتَيْنِ، فَما أوذي بَعْدَها([11]).

وعَن ابْنِ أبي مُلَيْكَةَ: سَمِعْتُ عائِشَةَ وَسُئِلَتْ: مَنْ كانَ  رَسولُ الله  مُسْتَخْلِفاً لَو اسْتَخْلَفَهُ؟ قالَتْ: «أبو بَكْرٍ». فَقيلَ لَها: ثُمَّ مَنْ بَعْدَ أبي بَكْرٍ؟ قالَتْ: «عُمَرُ». ثُمَّ قيلَ لَها: مَنْ بَعْدَ عُمَرَ؟ قالَتْ: «أبو عُبَيْدَةَ بْنُ الجَرّاحِ». ثُمَّ انْتَهَتْ إِلَى هَذا([12]).

وَعَنْ عليٍّ  رضي الله عنه قالَ: قالَ لي رَسولُ الله  وَلأبي بَكْرٍ  رضي الله عنه يَوْمَ بَدْرٍ: «مَعَ أحَدِكُما جِبْريلُ، وَمَعَ الآخَرِ ميكائيلُ، وإسْرافيلُ مَلَكٌ عَظيمٌ يَشْهَدُ القِتالَ، أوْ يَشْهَدُ الصَّفَّ»([13]).

وَعَنْ أبي صالِحٍ الغِفاري «أنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطّابِ  رضي الله عنه كانَ يَتَعاهَدُ عَجوزاً كَبيرَةً عَمْياءَ في بَعْضِ حواشي المَدينَةِ مِن اللَّيْلِ، فَيَسْتَقي لَها وَيَقومُ بِأمْرِها، فَكانَ إِذا جاءَها وَجَدَ غَيْرَهُ قَدْ سَبَقَهُ إِلَيْها فأصْلَحَ ما أرادَتْ. فَجاءَها غَيْرَ مَرَّةٍ كَيْلا يُسْبَقَ إِلَيْها، فَرَصَدَهُ عُمَرُ فإذا هو بِأبي بَكْرٍ الصِّدّيقِ الَّذي يأتيها وَهو يَوَمَئِذٍ خَلَيفَةٌ، فَقال عُمَرُ: أنْتَ هو لَعَمْري»([14]).

وَشَهِدَ لَهُ الكُفّارُ بِحُسْنِ الأخْلاقِ، بَلْ وَوَصَفوهُ بِما وَصَفَتْ بِهِ خَديجَةُ النَّبي . وَمِمّا يُبينُ هَذا ما وَقَعَ لِأبي بَكْرٍ عِنْدَما عَزَمَ عَلى الهِجْرَةِ إِلى الحَبَشَةِ، فَعَنْ عائِشَةَ  رضي الله عنها قالَتْ: «لَمّا ابْتُلي المُسْلِمونَ خَرَجَ أبو بَكْرٍ مُهاجِراً قِبَلَ الحَبَشَةِ، حَتَّى إِذا بَلَغَ بَرْكَ الغِمادِ لَقيهُ ابْنُ الدَّغِنَةِ وَهو سَيِّدُ القارَةِ، فَقالَ: أيْنَ تُريدُ يا أبا بَكْرٍ؟ فَقالَ أبو بَكْرٍ: أخْرَجَني قَوْمي فأنا أُريدُ أنْ أسيحَ في الأرْضِ فأعْبُدَ رَبّي. قالَ ابْنُ الدَّغِنَةِ: إِنَّ مِثْلَكَ لا يَخْرُجُ وَلا يُخْرَجُ؛ فإنَّكَ تكْسِبُ المَعْدومَ، وَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الكَلَّ، وَتَقْري الضَّيْفَ، وَتُعينُ عَلَى نَوائِبِ الحَقِّ، وأنا لَكَ جارٌ فارْجِعْ فاعْبُدْ رَبَّكَ بِبِلادِكَ. فارْتَحَلَ ابْنُ الدَّغِنَةِ فَرَجَعَ مَعَ أبي بَكْرٍ، فَطافَ في أشْرافِ كُفّارِ قُرَيْشٍ فَقالَ لَهُمْ: إِنَّ أبا بَكْرٍ لا يَخْرُجُ مِثْلُهُ وَلا يُخْرَجُ؛ أتُخْرِجونَ رَجُلاً يُكْسِبُ المَعْدومَ، وَيَصِلُ الرَّحِمَ، وَيَحْمِلُ الكَلَّ، وَيَقْري الضَّيْفَ، وَيُعينُ عَلَى نَوائِبِ الحَقِّ»([15])؟

وَيَدُلُّ هَذا الحَديثُ كَذَلِكَ عَلى ما تَعَرَّضَ لَهُ أبو بَكْرٍ مِن الأذى في الله عز وجل، وَصَبْرِهِ عَلى ما لاقاهُ مِنْ ذَلِكَ الأذى، وَرَغْبَتِهِ في هَجْرِ مَوْطِنِهِ وأهْلِهِ مِنْ أجْلِ أنْ يَتَمَكَّنَ مِنْ عِبادَةِ الله تَبارَك وَتَعالى.

وَيَدُلُّ أيْضاً عَلى عِبادَةِ أبي بَكْرٍ واجْتِهادِهِ في العِبادَةِ؛ فإنَّهُ لَمّا «أنْفَذَتْ قُرَيْشٌ جِوارَ ابْنِ الدَّغِنَةِ وأمَنوا أبا بَكْر وَقالوا لِابْنِ الدَّغِنَةِ: مُرْ أبا بَكْرٍ فَلْيَعْبُدْ رَبَّهُ في دارِهِ فَلْيُصَلِّ وَلْيَقْرأ ما شاءَ وَلا يُؤْذينا بِذَلِكَ وَلا يَسْتَعْلِنْ بِهِ؛ فإنّا قَدْ خَشينا أنْ يَفْتِنَ أبْناءَنا وَنِساءَنا. قالَ ذَلِكَ ابْنُ الدَّغِنَةِ لِأبي بَكْرٍ، فَطَفِقَ أبو بَكْرٍ يَعْبُدُ رَبَّهُ في دارِهِ وَلا يَسْتَعْلِنُ بِالصَّلاةِ وَلا القِراءَةِ في غَيْرِ دارِهِ، ثُمَّ بَدا لِأبي بَكْرٍ فابْتَنَى مَسْجِداً بِفِناءِ دارِهِ وَبَرَزَ، فَكانَ يُصَلّي فيهِ وَيَقْرأ القُرْآنَ فَيَتَقَصَّفُ عَلَيْهِ نِساءُ المُشْرِكينَ وأبْناؤُهُمْ يَعْجَبونَ وَيَنْظُرونَ إِلَيْهِ، وَكانَ أبو بَكْرٍ رَجُلاً بَكّاءً لا يَمْلِكُ دَمْعَهُ حينَ يَقْرأ القُرْآنَ، فأفْزَعَ ذَلِكَ أشْرافَ قُرَيْشٍ مِنْ المُشْرِكينَ، فأرْسَلوا إِلَى ابْنِ الدَّغِنَةِ فَقَدِمَ عَلَيْهِمْ فَقالوا لَهُ: إِنّا كُنّا أجَرْنا أبا بَكْرٍ عَلَى أنْ يَعْبُدَ رَبَّهُ في دارِهِ، وأنَّهُ جاوَزَ ذَلِكَ فابْتَنَى مَسْجِداً بِفِناءِ دارِهِ وأعْلَنَ الصَّلاةَ والقِراءَةَ، وَقَدْ خَشينا أنْ يَفْتِنَ أبْناءَنا وَنِساءَنا، فائتِهِ فإنْ أحَبَّ أنْ يَقْتَصِرَ عَلَى أنْ يَعْبُدَ رَبَّهُ في دارِهِ فَعَلَ، وإنْ أبَى إِلّا أنْ يُعْلِنَ ذَلِكَ فَسَلْهُ أنْ يَرُدَّ إِلَيْكَ ذِمَّتَكَ؛ فإنّا كَرِهْنا أنْ نُخْفِرَكَ وَلَسْنا مُقِرّينَ لِأبي بَكْرٍ الاسْتِعْلانَ.

قالَتْ عائِشَةُ: فأتَى ابْنُ الدَّغِنَةِ أبا بَكْرٍ فَقالَ: قَدْ عَلِمْتَ الَّذي عَقَدْتُ لَكَ عَلَيْهِ، فإمّا أنْ تَقْتَصِرَ عَلَى ذَلِكَ، وإمّا أنْ تَرُدَّ إِلَيَّ ذِمَّتي؛ فإنّي لا أُحِبُّ أنْ تَسْمَعَ العَرَبُ أنّي أُخْفِرْتُ في رَجُلٍ عَقَدْتُ لَهُ. قالَ أبو بَكْرٍ: إِنّي أرُدُّ إِلَيْكَ جِوارَكَ، وأرْضَى بِجِوارِ الله وَرَسولِ الله ».

وَعَنْ عَبْدِاللهِ بْنِ حَنْطَبٍ أنَّ رَسولَ الله  رأى أبا بَكْرٍ وَعُمَرَ فَقالَ: «هَذانِ السَّمْعُ والبَصَر»([16]).

وأمَرَ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ بِالاقْتِداءِ بِهِ فَقالَ: «اقْتَدوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدي: أبي بَكْرٍ، وَعُمَرَ»([17]).

كَما أمَرَهُ بِالصَّلاةِ بِالنّاسِ أيّامَ مَرَضِهِ ﷺ([18]). وَفي هَذا إِشارَةٌ إِلى اسْتِخْلافِهِ رَضي اللهُ تَعالى عَنْهُ.

وَمِمّا يَدُلُّ عَلى اسْتِخْلافِهِ أيْضاً: قَوْلُهُ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ لِعائِشَةَ  رضي الله عنها: «ادْعي لي أبا بَكْرٍ وأخاكِ حَتَّى أكْتُبَ كِتاباً؛ فإنّي أخافُ أنْ يَتَمَنَّى مُتَمَنٍّ وَيَقولَ قائِلٌ: أنا أوْلَى. وَيأبَى اللهُ والمُؤْمِنونَ إِلّا أبا بَكْرٍ»([19]) كَذَلِكَ قَوْلُهُ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ لِلْمَرْأةِ الَّتي أتَتْهُ تَسْألُهُ فأمَرَها أنْ تَرْجِعَ، فَقالَتْ لَهُ: أرأيْتَ إِنْ جِئْتُ وَلَمْ أجِدْكَ؟ كأنَّها تُريدُ المَوْتَ، فَقالَ لَها النَّبي : «إِنْ لَمْ تَجِديني فائتي أبا بَكْرٍ»([20]).

وَكانَ قَتْلُ مُسَيْلَمَةَ الكَذّابِ في خِلافَتِهِ  رضي الله عنه، وَذَلِكَ يَوْمَ اليَمامَةِ.

وَمِنْ فَضائِلِهِ: ما مَنَّ اللهُ عَلَيْهِ بِاجْتِماعِهِ بِالنبي ﷺ حَتّى بَعْدَ مَوْتِهِ، قالَ ابْنُ كَثيرٍ رحمه الله: «قَدْ جَمَعَ اللهُ بَيْنَهُما في التُّرْبَةِ كَما جَمَعَ بَيْنَهُما في الحَياةِ، ف رضي الله عنه وأرْضاهُ»([21]).

وفاته:

توفّي  رضي الله عنه في جُمادى الآخِرَةِ مِن السَّنَةِ الثّالِثَةِ عَشْرَةَ مِن الهِجْرَةِ، وَلَهُ ثَلاثٌ وَسِتّونَ سَنَةً([22]).

 

([1])       أَخْرَجَهُ أحْمَدُ (1/187)، وأبو داوُدَ (4649)، وَالتِّرْمِذي (3748)، وَابْنُ ماجَه (133) مِنْ حَديثِ سعيد بن زيد  رضي الله عنه، وَصَحَّحَهُ الأَلبْاني في «صَحيحِ الجامِعِ» (4010).

([2])      أَخْرَجَهُ أحْمَدُ بِنَحْوِهِ (1/80)، وَالتِّرْمِذي (3666)، وَابْنُ ماجَه (95) مِنْ حَديثِ عَليٍّ  رضي الله عنه، وَصَحَّحَهُ الأَلبْاني في «السِّلْسِلَةِ الصَّحيحَةِ» (824).

([3])      أَخْرَجَهُ البُخاري (3462)، وَمُسْلِمٌ (2384).

([4])      أَخْرَجَهُ التِّرْمِذي (3656)، وَحَسَّنَهُ الأَلبْاني «صحيح سنن الترمذي».

([5])      أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ (1028).

([6])      أَخْرَجَهُ البُخاري (1798)، وَمُسْلِمٌ (1027).

([7])       أَخْرَجَهُ أحْمَدُ (2/253)، وَالتِّرْمِذي (3661)، وَابْنُ ماجَه (94) مِنْ حَديثِ أَبي هُرَيْرَةَ  رضي الله عنه، وَصَحَّحَهُ الأَلبْاني في «السِّلْسِلَةِ الصَّحيحَةِ» (2718).

([8])      أَخْرَجَهُ البُخاري (3817) مِنْ حَديثِ البَراءِ بْنِ عازِبٍ  رضي الله عنه.

([9])      زادُ المَعادِ (3/182).

([10])    أَخْرَجَهُ البُخاري (3454)، وَمُسْلِمٌ بِنَحْوِهِ (2382) مِنْ حَديثِ أَبي سَعيدٍ الخُدْري  رضي الله عنه.

([11])     أَخْرَجَهُ البُخاري (3461).

([12])    أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ (2385).

([13])    أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبي شَيْبَةَ في «المُصَنَّفِ» (7/475)، وَأحْمَدُ (1/147)، والحَاكِمُ في «المُسْتَدْرَكِ» (3/73)، وَصَحَّحَهُ الأَلبْاني في «السِّلْسِلَةِ الصَّحيحَةِ» (3241).

([14])    أَخْرَجَهُ ابْنُ عَساكِرٍ في تاريخِهِ (30/322).

([15])    أَخْرَجَهُ البُخاري (2175) مِنْ حَديثِ عَائِشَةَ  رضي الله عنها.

([16])    أَخْرَجَهُ التِّرْمِذي (3671)، وَصَحَّحَهُ الأَلبْاني في «السِّلْسِلَةِ الصَّحيحَةِ» (814).

([17])    أَخْرَجَهُ أحْمَدُ (5/382)، وَالتِّرْمِذي (3662)، وَابْنُ ماجَه (97) مِنْ حَديثِ حُذَيْفَةَ  رضي الله عنه، وَصَحَّحَهُ الأَلبْاني في «صَحيحِ الجامِعِ» (1142).

([18])    أَخْرَجَهُ البُخاري (633)، وَمُسْلِمٌ (418) مِنْ حَديثِ عَائِشَةَ وَأَبي موسَى  رضي الله عنهما.

([19])    أَخْرَجَهُ البُخاري (5342)، وَمُسْلِمٌ وَاللَّفْظُ لَهُ (2387) مِنْ حَديثِ عَائِشَةَ  رضي الله عنها.

([20])   أَخْرَجَهُ البُخاري (3459)، وَمُسْلِمٌ (2386) مِنْ حَديثِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ  رضي الله عنه.

([21])    البِدايَةُ وَالنِّهايَةُ (7/18).

([22])   الوَافي بِالوَفياتِ (5/429).