صلاة الجماعة
08-03-2023
الأصل في الصلاة للرجال أن تكون في جماعة في المسجد؛ لقول الله تعالىٰ: ﴿إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ ٱللَّهِ مَنْ آمَنَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلْآخِرِ﴾ [التوبة: 18].
ولقوله سبحانه وتعالى: ﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ ٱللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا ٱسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِٱلْغُدُوِّ وَٱلْآصَالِ رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ ٱللَّهِ وَإِقَامِ ٱلصَّلَاةِ﴾ [النور].
وقال جلَّ وعلا: ﴿وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَٱدْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ﴾ [الأعراف: 29].
وقد حث النبي ﷺ علىٰ صلاة الجماعة، كما في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه؛ أن النبي ﷺ قال: «صلاة الرجل في جماعة تضعف علىٰ صلاة الفذ في بيته وفي سوقه بخمس وعشرين درجة»([1]).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه؛ عن النبي ﷺ قال: «ألا أدلكم علىٰ ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟». قالوا: بلىٰ يا رسول الله. قال: «إسباغ الوضوء علىٰ المكاره، وكثرة الخطا إلىٰ المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط»([2]).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قال: «من غدا إلىٰ المسجد أو راح؛ أعدَّ الله له في الجنة نزلاً كلما غدا أو راح»([3]).
والنزل: هو ما يقدّم للضيف عادةً.
وعن بريدة الأسلمي رضي الله عنه؛ أن النبي ﷺ قال: «بشّر المشّائين في الظلم بالنور التام يوم القيامة»([4]).
وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: خرج علينا رسول الله ﷺ يوماً ونحن في الصُّفَّة([5]). فقال: «أيكم يحبّ أن يغدو إلىٰ بطحان أو العقيق([6]) فيأتي كل يوم بناقتين كوماوين([7]) زهراوين، فيأخذهما من غير إثم ولا قطع رحم؟». قالوا: كلنا يا رسول الله يحب ذلك. قال: «لئن يغدو أحدكم كل يوم إلىٰ المسجد فيتعلم آيتين من كتاب الله عز وجل خير له من ناقتين وثلاث خير من ثلاث، وأربع خير من أربع، ومن أعدادهن من الإبل»([8]).
كيف وقد قال النبي ﷺ: «إن أثقل الصلاة علىٰ المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبواً، ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام، ثم آمر رجلاً فيصلي بالناس، ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلىٰ قوم لا يشهدون الصلاة، فأحرق بيوتهم في النار»([9]).
وعن ابن عباس رضي الله عنهما؛ أن النبي ﷺ قال: «من سمع النداء فلم يأته؛ فلا صلاة له إلا من عذر»([10]).
وقال علي رضي الله عنه: لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد([11]).
([4]) أخرجه أبو داود (561)، والترمذي (223). وأخرجه ابن ماجه (781)، من حديث أنس رضي الله عنه.
([9]) أخرجه مسلم (651)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
([10]) أخرجه ابن ماجه (793)، والصحيح أنه موقوف من قول ابن عباس رضي الله عنهما.
([11]) أخرجه عبد الرزاق في «المصنف» (1915)، وابن أبي شيبة في «المصنف» (3469).