نواقض الوضوء
08-03-2023
1 ــــ الخارج من السبيلين؛ لقوله تعالىٰ: ﴿أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ ٱلْغَائِطِ﴾ [النساء: 43]، فكل ما خرج من القبل أو الدبر فهو ناقض للوضوء، سواء كان برازاً أو بولاً أو دماً أو منياً أو مذياً أو حصاةً أو دوداً... إلخ.
2 ــــ النوم المستغرق الذي لا يشعر الإنسان معه بشيء، لحديث صفوان؛ أن النبي ﷺ كان يأمرنا إذا كنا سفراً أن لا ننزع خفافنا ثلاثة أيام ولياليهن إلا من جنابة، ولكن من غائط أو بول أو نوم([1]).
ويدخل في النوم: زوال العقل بإغماء أو جنون أو صرع أو سكر أو تخدير، فكل هذا مما ينتقض معه الوضوء؛ لأنه مظنة الحدث، وذلك أن الإنسان لا يشعر بنفسه في هذه الأحوال التي يفقد معها إحساسه وشعوره، فإنه قد ينتقض وضوؤه وهو لا يشعر، فوجب علىٰ العبد أن يتوضأ.
3 ــــ أكل لحم الجزور، وهو البعير؛ لحديث جابر بن سمرة رضي الله عنه؛ أن رجلاً سأل النبي ﷺ، فقال: أتوضأ من لحوم الغنم؟ قال: «إن شئت». قال: أتوضأ من لحوم الإبل؟ قال: «نعم»([2]).
مسائل مهمة
الأولىٰ: يسن الوضوء ولا يجب من مسِّ الذَّكَر ــ أي: الفرج ــ، لحديث بُسرةَ بنت صفوان رضي الله عنها؛ أن رسول الله ﷺ قال: «من مس ذكره فليتوضأ»([3]).
ولحديث طلْق بن علي قال: قال رجل: يا رسول الله! مسست ذكري، أو قال: الرجل يمس ذكره في الصلاة، أعليه وضوء؟ قال: «لا، إنما هو بضعة منك»([4]).
الثانية: مسُّ المرأة ــ علىٰ الصحيح ــ لا ينقض الوضوء، سواء كانت أجنبية أو زوجة أو من المحارم، وأما قول الله تبارك وتعالىٰ: ﴿أَوْ لَامَسْتُمُ ٱلنِّسَاءَ﴾ [النساء: 43]؛ فالمقصود به الجماع، وليس مجرد اللمس.
وقد ثبت من حديث عائشة رضي الله عنها؛ أن النبي ﷺ كان يقبِّل بعض نسائه ثم يخرج إلىٰ الصلاة ولا يتوضأ ﷺ([5]).
الثالثة: المحدث حدثاً أصغر ــ وهو الذي يلزمه الوضوء ــ لا يجوز له ــ علىٰ الصحيح ــ أن يمس القرآن الكريم؛ لقول النبي ﷺ: «لا يمس القرآن إلا طاهر»([6]).
([1]) أخرجه أحمد (18091)، والترمذي (96)، والنسائي (127)، وابن ماجه (478).
وفي المسألة خلاف مشهور، فذهب كثير من أهل العلم إلى أنه لا ينقض الوضوء، وأن الحديث الوارد منسوخ.
([3]) أخرجه أحمد (7076)، وأبو داود (181)، والترمذي (82)، والنسائي (163)، وابن ماجه (479).
([4]) أخرجه أبو داود (182)، والنسائي (165).
([5]) أخرجه أحمد (25766)، وأبو داود (179)، والترمذي (86)، وابن ماجه (502)، من حديث عائشة رضي الله عنها، وفيه ضعف.