ولا بأس هنا من التنبيه علىٰ قضية الشك الذي يقع من كثير من الناس، فبعض الناس يظن أنه إذا شك في انتقاض الطهارة فإنه يتوضأ من باب الاحتياط! وهذا خطأ؛ لأن الأصل أن اليقين لا يزول بالشك، وأن الأصل بقاء ما كان علىٰ ما كان، وهو ما يسميه أهل العلم باستصحاب الأصل، فطالما أن الإنسان يتيقن الوضوء ولكنه شك هل انتقض أم لا؟ فالصحيح أن الشك لا تأثير له، وأنه يبقىٰ متوضئاً؛ لأن الوضوء يقين، وانتقاضه شك، فيلغي الشكَ ويبقىٰ علىٰ اليقين.

والعكس صحيح، فلو تيقن الإنسان أنه انتقض وضوؤه، بحيث يذكر أنه دخل الخلاء، أو أخرج ريحاً، أو أكل لحم جزورٍ، أو غير ذلك من نواقض الوضوء، ولكن شك هل توضأ أم لا؟ واليقين أنه انتقض وضوؤه، فالصحيح أنه يعتبر نفسه منتقضَ الوضوء؛ لأن انتقاض الوضوء يقين، والوضوء شك، فالشك لا يقطع اليقين، بل يبقىٰ علىٰ يقينه، ويجب عليه أن يتوضأ.

أما إذا فتح الباب علىٰ نفسه كلما شك توضأ، فهذا يفتح علىٰ نفسه باباً للشيطان، بحيث يكون بعد ذلك موسوساً والعياذ بالله.